الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجاوز صعوبة الحفظ والمذاكرة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 29 سنة، متخرج من الجامعة، درجة ماستر، تخصص تسيير عمومي، مقبل بعد أيام قليلة على امتحان أو مسابقة الدكتوراه تخصص مقاولاتية، مشكلتي التي أرقتني منذ البكالوريوس وأيام الجامعة وتحديدا منذ مرضي بالذهانية، هي صعوبة في الحفظ والمذاكرة؛ حيث إني أجد صعوبة في الحفظ واسترجاع المعلومات، علما أنه قبل مرضي كنت سريع الحفظ، ودائما ما كنت أحصل على أعلى الدرجات في مواد الحفظ، أما الآن شفيت من المرض إلا أن تبعاته ما زالت قائمة، كيف أحفظ بسرعة لاجتياز مسابقة الدكتوراه والنجاح فيها -بإذن الله-؟

أنا في حيرة من أمري، والأيام قليلة، علما أني سوف أجتاز الدكتوراه في 19/03 من هذا الشهر.

أشكركم على مجهوداتكم في الرد، والإجابة على أسئلة الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

نحييك -أخي الكريم- على جهودك ومثابرتك الدراسية والأكاديمية، وقد تفضلت بذكر السبب الأبرز حول مشكلة صعوبة الحفظ، وهي إصابتك بالمرض العقلي (الذهان)، وحسب بعض الإحصائيات فإن الذهان يصيب شخصا أو شخصين من بين كل مائة شخص مرة واحدة في العمر، وغالبا يظهر المرض بين سن 12-29 سنة، ورغم إصابتك بالذهان إلا أننا لا نستطيع إرجاع مشكلة عدم القدرة على التذكر والحفظ إلى الذهان وحده فقط، فقد تكون هناك أسباب مرضية أخرى، كضغوط نفسية تمر بها، مما يجعل فكرك مشوشا، وتركيزك غير حاضر، وهذا يشترك مع بعض أعراض الذهان أيضا.

للوصول إلى خطة دقيقة للتعامل مع مشاكل التفكير والتركيز -وعدم القدرة على الحفظ إحدى مظاهره-، ينبغي مراجعة الطبيب الذي قام بعلاجك، واستشارته في هذا الأمر، فالخطة العلاجية تعتمد على تشخيص المرض، وحسب نوع الذهان الذي عندك هل سلبي أم إيجابي، ونحو ذلك من العوامل الموضوعية.

ولكن رغم ذلك سنتعرض سويا لبعض القضايا التي قد تفيدك في موضوع الحفظ:

1- إذا افترضنا أنك أخذت العلاج المناسب للذهان وشفيت منه، أو لا زلت تتناول العلاج، فهذا البند يساهم كثيرا في الحفاظ على ثبات الأفكار وتقليل تشتتها، ونعني به الالتزام بالخطة العلاجية والجرعة الدوائية الموصوفة لك.

2- اعمل على تقليل الضغوط النفسية عليك، والابتعاد عن الأفكار السلبية، أو التوهمات، لأن الوهم أحد أعراض الذهان أيضًا، فقد تتوهم بأنك لا تستطيع الحفظ، فتقع ضحية للأفكار السلبية، بينما في الواقع لديك القدرة على الحفظ وتجاوز الصعوبات، والدليل على ذلك هو تفوقك الدراسي والأكاديمي حتى وصلت إلى مرحلة الدكتوراه.

3- رتب وقتك جيدا، وحدد المهام المطلوب إنجازها بدقة، بحيث تتفرغ كليا للمهمة الواحدة، ولا تنجز أكثر من مهمة في نفس الوقت فهذا مدعاة لتشتيت الذهن.

4- أنصحك بالقراءة حول تنشيط الذاكرة، وطريقة التركيز، فهناك عدد من المواضيع التي تهمك في هذا الشأن في فضاء النت، وإياك من الذي يسوقون الوهم، ويبتزون جيوب الناس دون فائدة حقيقية لتلك الدورات التي يتم الإعلان عنها، واحرص دوما على مصداقية العلوم التي تتلقاها.

5- اجعل همك هما واحدا، وهو رضى الله عز وجل، فقد روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ).

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً