الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوج طردني من البيت؟

السؤال

السلام عليكم.

أود أن تنصحوني في مشكلتي لأنكم مصدر ثقة بالنسبة لي، وحتى تهدأ روحي ويرتاح بالي.

أنا متزوجة منذ سنتين، زوجي يكبرني بعشرة أعوام، منذ زواجنا حدثت مشاكل كثيرة بسبب أهله، وكنت أحاول تخطيها، وهو لا يرغب في الاستقرار في منزلنا، دائما يريدنا في منزل أهله أو أذهب أنا لأهلي، وظلت المشاكل مستمرة، وأنا أحاول أن أحببه في بيتنا.

ثم اكتشفنا أن عنده انعدام الحيوانات المنوية، ولن نستطيع الإنجاب بسهولة، وبعد ذلك تغيرت نفسيته للأسوأ، وأصبحت معاملته لي أصعب مع تدخلات أهله، أصبحت الحياة صعبة جدا، وأنا رغم المشاكل أدعو الله أن يرزقنا الذرية الصالحة، ويصلح حالنا، وأبحث عن أطباء، وألح عليه لنذهب لأطباء ولإجراء الفحوصات.

منذ شهر تبدل الحال، وأصيب بالسكر، واكتشفنا عنده ضعفا في عضلة القلب، علما بأنه يعاني من السمنة.

تمسكت به أكثر، ودعوت الله أن يشفيه، وتفاجأت بأهله يتهمونني بأني السبب فيما أصابه من مرض، صبرت، ووجدته كثير العصبية، لدرجة أنه طردني من منزلي، وقال: اذهبي لبيت أبيك.

أنا حزينة على ما أصابنا، ورغم كثرة المشاكل كنت متمسكة به، ولكنه هو من تركني، فماذا أفعل؟ أنا حائرة، هل أطلب الطلاق؟ هل قصرت في حقه؟ أنا مشفقة عليه وعلى نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله تعالى أن يصلح زوجك، وأن يشفيه وأن يعافيه.

أختنا الكريمة: ظهر من خلال حديثك إحسانك إلى الزوج، وتغاضيك عن المشاكل -كما ذكرت- يدل على رجاحة عقلك وحسن مقصدك وتحملك له، مع علمك بما أصابه، دليل على أصالة نفسك، ولم يظهر من خلال حديثك ما يدل على تقصيرك في حقه.

ثانيا: القاعدة الأصلية المطردة أن الإحسان يقابل بالإحسان، وقد تعجبنا -أختنا- لأمرين:
1- غياب الإحسان من زوجك وأهله، رغم ما بذلت وما وقع فيه من آلام.
2- عدم ذكرك لأية فضيلة له، مع حرصك على الاحتفاظ به!

هذا يعني -أختنا- أن هناك حلقة مفقودة في حديثك، أو في تحليلك لما حصل، فقد نظرت إليه من خلال ما بذلت له، وهذا حقك، لكن أيضا ينبغي حتى تكتمل الصورة من ذكر أمرين:
1- ما أحسن فيه إليك أو إلى أهلك من صفات خلقية فيه.
2- ما قصرت فيه تجاهه أو تجاه أهله مما أغضبه عليك.

إننا -أختنا- لسنا ملائكة، وكلنا ذوي أخطاء، والعاقل هو من يحسب الأمور من كل زواياها، حتى يكون الحكم صحيحا أو أقرب للصحة، وإننا لا ننصحك بالطلاق ولا بالرجوع إليه، بل ننصحك بإدخال بعض الصالحين العقلاء من أهلك أو أهله أو حتى من الخارج، ودعي أحدًا ينظر إلى المشكلة من بعيد، حتى تعلمي الخيط الأبيض من غيره، ويتبين لك صحة تحليلك من عدمه، وساعتها سيكون الحكم عادلا، وستجدين الإحالة على سؤالك واضحة

وفقك الله لما فيه صلاح الحال، وبارك فيك وسدد خطاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً