الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب وحديث النفس المبالغ فيه، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو الرد على استشارتي؛ لأن ليس لدي سوى الله ثم أنتم! أنا صاحب الاستشارة 2475473، وأوضحت أني أعاني من اكتئاب ووسواس قهري، لكن مشكلتي الآن متعلقة بحديث النفس، وهي كالآتي:

1- أكلم نفسي كثيرا وكأن شخصا في عقلي يكلمني وأنا أكلمه، ويستمر بالحديث وعندما أنتبه أقول لماذا أنا هكذا؟! ثم يتردد في دماغي نفس الصوت لماذا هكذا؟ وكأن صوتي يرتد عني وكأن شخصيتني في دماغي، فأشعر كأني أردد صوتي أو شخصيتي منشطرة أو أحدأ أمامي، لا أعرف كيف أفسره لكم، ولا أستطيع أن أنتبه للواقع ولا دقيقة واحدة.

2- أصبحت أكره أعمل مواقف في مخيلتي وأعمل حوارات بداخلي، وأصبحت أكره أشخاصا وأهلي، ويراودني شعور الحقد على الرغم من عدم وجد شيء واضح، لكني مستمر في المحاربة!

3- أصبحت مهملا في دراستي ومنطويا، وأصبح أي شخص يراني يشعر أني مريض نفسي، وعند التكلم يراودني شعور قلق وخوف وفزع مع تسارع ضربات القلب وضيق النفس.

4- ومشكلتي الأخيرة هي الأرق، فنومي سيء للغاية، أنام ساعة أو ساعتين، وأحيانا أستمر يومين بعد النوم، حتى عند السفر أشعر بطاقة هائلة ولا أشعر بأي تعب أو نعاس، عندما أتناول الريمارون تأتيني كوابيس وأحلام ولا أرتاح في النوم أبدا.

إضافة لذلك مزاجي متعكر صباحا وظهرا ويستقر قليلا ليلا، وأحيانا يخف أو يكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرتضى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أنا أجبتك على استشارتك السابقة والتي رقمها 2475473 بتاريخ 24/11، وأتمنى أن تكون قد طبقت ما ذكرته لك من نصائح، ما سردت الآن في رسالتك هذه يختلف بعض الشيء من شكواك السابقة، فموضوع حديث النفس الذي تحدثت عنه يحتاج بالفعل لإجراء مقابلة مباشرة مع الطبيب المعالج، حديث النفس إذا كان يتمثل مثلاً في سماع الأفكار أن يسمع الإنسان أفكاره هذا قد يكون عرض مهم جداً، وقولك بأنك تسمع كأن شخصاً في عقلك يكلمك هذا أيضاً عرض مهم، -فيا أيها الفاضل الكريم- أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي لنتأكد أنه لا توجد أي سمات ذهانية، لا تنزعج لكلامي هذا، ونصيحة مهمة وضرورية جداً.

وقولك أيضاً أن أي شخص يقابلك أو يراك يشعر بأنك مريض نفسي، هذا من وجهة نظري أيضاً نوع من الظنان الذي قد لا يكون دقيقاً أو صحيحاً -مع احترامي لشخصك الكريم-، فأنا أريدك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وتحتاج قطعاً لعلاج دوائي، غالباً أحد مضادات الوساوس وهي في ذات الوقت مضاد للاكتئاب، مع جرعة صغيرة من مضادات الذهان سيكون علاج رئيسي بالنسبة لك، أفضل مضاد للذهان لعلاج الوساوس حتى وإن كان ذات طابع ذهاني هوعقار رسبيريادون، لكن لا تقدم على تناول أي دواء أريدك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي وبعد ذلك تتواصل معي.

أيها الفاضل الكريم: نمط حياتك يجب أن يكون إيجابياً، أيا كان تشخيصك نمط الحياة الإيجابي هو الذي يحفز الإنسان نحو الدراسة، وأن يجعل الإنسان يستمتع بحياته، وأن يكون الإنسان مفيداً لنفسه ولغيره، نمط الحياة الإيجابي نقصد به تجنب السهر، والحرص على النوم المبكر، تجنب النوم النهاري، ممارسة الرياضة، الاستيقاظ مبكراً، أداء الصلاة في وقتها، التواصل الاجتماعي، الاهتمام بالناحية الغذائية، التفاعل الأسري الإيجابي، وأن يكون لك أهداف في الحياة، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، النوم يتحسن أيضاً من خلال نمط الحياة الإيجابي هذا.

الريمانون دواء فعال لتحسين المزاج، فهو لا يسبب الكوابيس ولا يسبب الأحلام، إنما الأحلام غالباً تكون أتتك من القلق والتوتر وإن كنت من الذين يتناولون وجبة العشاء في وقت متأخر هذه من أكبر أسباب الكوابيس، أرجو أن تقابل الطبيب النفسي كما ذكرت لك وبعد ذلك تتواصل معي، بعد أن توضح لي ما هي الخطة العلاجية التي وضعها لك الطبيب وما رأيه حول التشخيص.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً