الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوازن بين الإنفاق على أهلي وفتح مشروعي الخاص؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 29 سنة، عزباء، أعيش مع والدي ووالدتي، لدي 4 إخوة وأختان أصغر مني، لدي أخ يعمل، ولم يكمل دراسته الجامعية بسبب ظروف المعيشة الصعبة، أختي تعمل، لكن لديها قسط سيارة، ولن تتمكن من المساعدة في نفقة الأسرة لمدة سنتين، أخي الآخر لا يعمل، أختي الصغرى تدرس سنة ثانية جامعة، وأخي في السنة الأولى من الجامعة، أبي يعمل، ولكن هذه آخر سنة له في العمل لوصوله سن التقاعد، وأنا بدأت في العمل فور الانتهاء من الثانوية العامة، ولم أتمكن من ترك العمل بسبب حالة الأسرة المادية الصعبة، ولأني أريد المساعدة، وتوفير الاستقرار المادي لأخوتي.

الآن وبعد 10 سنوات أرغب في أن أفتح مشروعي الخاص، وهذا كان حلم حياتي، لكن أخي يريد ترك عمله والتفرغ للدراسة، وطلب من أخي وأختي أن يتركا الجامعة ويعملا، لأنه لن يتمكن من تحمل مصاريف الجامعة.

لا أريد أن أضيع عمري بالعمل والنفقة على أهلي، أريد أن أكوِّن نفسي، وخاصة أنني فعلت ذلك طوال 10 سنوات سابقة، هل أكون عاقة إذا رفضت وتوجهت بالعمل على مشروعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول: فإن كان والداك معسرين وكانا بحاجة إلى الإنفاق، فإن نفقتهم تكون واجبة عليك وعلى إخوتك، وإذا كان إخوتك غير قادرين على الإنفاق، أو يقدرون ولا ينفقون، فيجب عليك أن تنفقي على قدر طاقتك، أما الإنفاق على إخوتك فليس واجباً ولكنه عمل صالح، ومن أفضل الأعمال والقربات إلى الله، وهو من الإحسان إليهم، وأبشري بالخير الوفير والجزاء العظيم والإحسان الجزيل من الله، متى احتسبت هذا العمل عند الله، فقد قال الله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وأبشري بالخلف والعوض من الله، فقد قال تبارك وتعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)، فما قدرت عليه من الإنفاق على والديك وإخوتك، فابذليه بطيب نفس، واحتسبي الأجر عند الله.

النفقة على الأقارب عموما فيها أجران: أجر الصدقة، وأجر الصلة، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (لكِ أجر الصدقة، وأجر الصلة) وصلة الرحم من أسباب السَّعَة في الرزق وراحة البال، يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يبسط الله له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" وإذا استطعت أن تجمعي بين الخيرين –المساعدة في نفقة البيت وبين مشروعك الخاص- فهذا خير وبركة.

من المهم النقاش مع الأسرة (الوالدين والإخوة) عن رغبتك في تكوين نفسك، والنظر إلى مستقبلك، خاصة وقد بلغت سن الـ 29، وأنه يجب على الآخرين تحمل المسؤولية (خاصة العاطلين منهم)، فالمسؤولية في البيت مشتركة بين الجميع، حتى الذين في الجامعة هناك فرص عمل في الجامعات ولو كانت ذات دخل محدود إلا أنها تسد مسداً، لا بد من التكامل في الأدوار، ولا يكون العبء على واحد دون الآخر، ولا بأس من بعد ذلك أن تتجهي لمشروعك في الحياة، وأن تدركي سنوات عمرك.

أسأل الله أن يكفيك ما أهمك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة وراحة البال، وأن يجعلك بركة على والديك وأهلك، وأن يوسع لك في رزقك من حيث لا تحتسبين، وأن يسهل لك الخير، ويصرف عنك الشر وأهله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً