الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الوسواس القهري إذا رجع يرجع حاداً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي للدكتور محمد عبد العليم: هل في حالة الشفاء من الوسواس القهري الحاد، وعند بداية رجوعه مرة أخرى، هل يرجع حاداً كالسابق، أم يرجع أخف؟ وهل أعراض الوسواس ترجع حادة أم ضئيلة؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

أخي: حالات الهفوات والانتكاسات التي تحدث لبعض الناس فيما يتعلق بالوساوس القهرية تتفاوت من شخص إلى آخر، لكن في معظم الحالات تكون الانتكاسات -أي رجوع المرض مرة أخرى- أخف كثيراً من النوبة الأولى، لأن الإنسان طبعاً يكون قد اكتسب المهارة للتعامل مع الوسواس، وهذا في حد ذاته يعتبر عاملاً وقائياً كبيراً، بصفة عامة أقول لك: إن حالات رجوع المرض موجودة، لكن حدة المرض وشدته تكون أقل.

فقط من الضروري أن أنبه لشيء آخر هو أن الوساوس من الأشياء العجيبة، فمثلاً نقول: لو أن أحد الأشخاص كان لديه وساوس فكرية تتعلق بالدين، قد تحدث له انتكاسة وتأتيه أفكار مختلفة تماماً لا علاقة لها بالدين وبالأفكار الدينية السابقة، وهذه أحد الخدع أو الأشياء التي نلاحظها في الوساوس القهرية، عموماً -أخي الكريم- نحن طبعاً ندعو الناس الذين أصيبوا بالوسواس القهري أن يكونوا حريصين أن لا تحدث لهم انتكاسة؛ وذلك بالمتابعة مع الأطباء، القدرة على تحقير الوسواس وتجاهله وصرف الانتباه عنه؛ هذه مهمة جداً، وإن كانت هنالك حاجة للدواء يتناوله الإنسان.

فإذاً الحالات إذا رجعت وأي انتكاسات تكون أقل من الحالات الأولى، لا أستطيع أن أقول إنها ضئيلة، هي ذات أهمية، لأن كل انتكاسة من وجهة نظري لها أهميتها، لأننا نريد للناس أن لا يتعايشوا مع الوسواس أبداً، لا تجعل الوسواس جزءاً من حياتك هذا مهم جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً