الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من المنع والسخرية في القيام بالعبادة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الصف العاشر أريد أن أصلي، وأقترب من الدين؛ ولكن يوجد سبب يمنعني إذا قلته ستتعجبون لأن السبب هو أمي وأخوتي، لأنهم سوف يسخرون مني إذا صليت، وعند الوضوء سوف تمنعني أمي من دخول الحمام.

أرجو منك فضيلة الشيخ أن تساعدني.
وشكراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن فعلاً سعداء بك وبأمثالك من الفتيات الصالحات، فاتصلي بنا دائماً ولا تتردي، سواء أكان الأمر لك أم لغيرك من الأخوات، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق وأن يجعلك من الصالحات القانتات العابدات، وأن يبيض وجهك يوم القيامة وأن يجعلك من أهل الجنة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما ذكرتيه من موقف أمك وأخواتك لمن أغرب الغرائب وأعجب من العجب، فالعرف والعادة والفطرة جرت على أن الأم تفرح لاستقامة بناتها وحرصهن على طاعة الله، وإني أخشى أن يكون هذا سوء ظن منك بوالدتك وأخواتك؛ لأن هذا شيء من الصعب تصديقه.

لذا أقول لك ابنتي الكريمة نسرين: توكلي على الله واجتهدي في المحافظة على صلاتك في أوقاتها، وأظهري ذلك أمام الجميع؛ لأن هذا أمر شرعي واجب، ولا يجوز لنا أن نتركه طاعة لأي أحد كائنا من كان، سواء أكان الأبوين أم غيرهما؛ لأنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، خاصة وأنك الآن مكلفة شرعاً بجميع شرائع الإسلام، لأنك بالغة ولن يسامحك الله إذا قصرت في شيء من دينه مادمت قادرة على تنفيذه والقيام به.

لذا أرى أنه يجب عليك المحافظة على الصلاة، بل ودعوة أمك وأخواتك للصلاة معك، لأنهم مسؤوليتك الآن، ولا تتراجعي، وإنما حثيهم على الصلاة ورغبيهم في أدائها، واعلمي أن الدال على الخير كفاعله، وأنه يجب على كل مسلم ومسلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولاحتمال أن أمك لم ينبهها أحد لأهمية الصلاة، فهذه فرصتك الذهبية في إعانتها على الصلاة، ولا مانع من الاستعانة ببعض الكتب أو الكتيبات أو الأشرطة الإسلامية، وهي كثيرة عندكم من فضل الله.

اجتهدي على أمك وأخواتك، وصلي أمامهم ولا تستري عنهم وأنت تصلين، وعامليهم بالحسنى والهدايا والمعروف والكلمة الطيبة، وبيني لهم أنك تحبينهم وتخافين عليهم من عذاب الله الذي قال: (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ))[الماعون:4-5] وقوله تعالى: (( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ))[المدثر:42-43] وقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل والكفر ترك الصلاة).

وبيني لهم فضلها وفضل المحافظة عليها، واعلمي أنك لو نجحت في إقناعهم أو بعضهم، فإن لك مثل أجره تماماً، كلما صلت صلاة كتب الله لك مثل أجرها، وأنا واثق من أنك قوية وأنك لن تستحي منهم، وسوف تكلمينهم وتجتهدي في ذلك، ونصيحتي أن تصبري عليهم ولا تتعجلي النتائج، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، أهم شيء ألا تتوقفي عن دعوتهم هم وغيرهم، ولك على ذلك الأجر العظيم من الله تعالى.

واعلمي أنه لا يجوز لك أبداً ترك الصلاة طاعة لأمك أو لأبيك أو لأي أحد.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً