الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع مشاكل التركيز والوساوس القهرية

السؤال

أعاني من الوسواس القهري منذ سنوات، والآن بات من الصعب أن أركز حتى في الحوارات اليومية؛ فأثناء الحوار تراودني هواجس كثيرة جدًا، بات من الصعب جدًا التركيز في الدراسة، أيضًا اختبارات التحدث تسبب لي توترًا شديدًا، ولدي شعور أني أتحدث بأسلوب ليس مهذبًا بما يكفي، ولا أقدر على إيصال المعلومات بشكل مبسط، ثرثارة وقحة، لا أعرف أهذا أيضًا من تأثير الوسواس؟ وأخاف أن أرسب، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

الوساوس القهرية تعتبر من الاضطرابات النفسية العصبية المرتبطة بالقلق والتوتر، فإذا انتاب الشخص هذا القلق والتوتر لا شك أنه يؤثر على التركيز، ففي البداية لا بد أن تعرضي نفسك على الطبيب النفسي؛ لأن هذا الأمر ربما يحتاج إلى أخذ عقاقير علاجية تساعدك في التخلص من هذه الوساوس بصورة أسرع، مع برنامج للعلاج المعرفي السلوكي.

وباختصار حاولي تجاهل الأفكار الوسواسية، وعدم فتح حوار معها، أو الاستجابة لما تمليه عليك من طقوس، وتحملي وفقاً لذلك القلق الناتج عن هذه الأفكار بصورة تدريجية، أي عدم الاستجابة المباشرة يساعد في زيادة تحمل القلق، والأمر يتطلب معرفة هذه الأفكار، والأفعال المرتبطة بها، ووضعها في شكل سلم هرمي حسب درجة القلق الذي تسببه، ثم أخذها واحدة تلو الأخرى، بعد التدريب والتمرين على تحمل القلق بسبب التجاهل أو المواجهة.

كذلك يمكنك أن تتّبعي أسلوب تشتيت الفكرة والانشغال بأفكار أخرى مفيدة ومجدية في حياتك، وبدل التركيز مثلاً في نفسك وفي محتوى الحوارات، حاولي التركيز فيما حولك من الأثاث والألوان وأشكال، فينصرف ذهنك عن الأشياء التي تسبب لك القلق والتوتر، وحاولي تدريب نفسك على مثل هذه الأشياء بتصور حلقات نقاش افتراضية، أي كأنك تحاورين شخصاً ما أو مجموعة من الأشخاص وأنت تقفين بين أيديهم، ولاحظي درجة القلق الناتج في كل مرة تقومين بها بإلقاء كلمات أو حوارات أو نقاشات في مكان خاص.

نرجو منك أن تتفاءلي بأنه ليس هناك شيء يبعدك عن النجاح وعن التفوق، وإنما التجارب التي يمر بها الإنسان هي التي تقوي فيه العزيمة والإصرار، وهي التي تزيد من ثقته بنفسه، فلا بد لك من زيادة هذه الثقة بالنفس عن طريق الممارسة والتمرين المستمر، وإن شاء الله ستكسبين مهارات في موضوع التحدث والحوار، وفي الاختبارات التي تتطلب التحدث أو تقديم الموضوعات أمام الآخرين، وليس هناك من ولد متعلم، وإنما الإنسان يكتسب التعلم ويكتسب المهارات عن طريق التدريب وعن طريق الممارسة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً