الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة ترك الصلاة بسبب الوساوس والمشاكل النفسية

السؤال

السلام عليكم.

فأنا مصطفى من المغرب، سني 19 سنة وأعاني من تحديات منها: عدم الاستمرارية في أداء الصلاة؛ بسبب مشاكل جسدية ونفسية، حيث أن شعري مستمر في التساقط حتى الآن، ومعاناتي مع نفسي وأسرتي، خاصة أمي؛ مما جعلني مضطرباً في جميع الأوقات، ولا أدري ماذا أريد، ولا ماذا أفعل! فأرجو من الله ثم منكم مساعدتي!
إنني لا أصلي؛ لأنني لا أستطيع وذلك لشيء لا أعرفه! يوجد بداخلي وفي نفسي، حتى أنني لا أقدر على الذهاب إلى الحمام؛ ربما لأن رجلي فيها الزغب بكثافة!

الأسباب النفسية هي: أنني لا أنظم نفسي كثيراً، ولا أهتم بها؛ فأصبحت أكره نفسي وأتمنى أن أموت، ولكن تأتيني أفكار وأقول: أعوذ بالله!
فما الحل يا إخوان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mustapha حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يلهمك رشدك، ويقيك شر نفسك.
فتعوذ بالله من الشيطان، واطرد عنك التردد والوساوس، واذكر ربك الرحمن، واعلم بأن الأمن والطمأنينة مع الإيمان، وأن المواظبة على الذكر والصلاة علاج لكل حيران.
وأرجو أن تبدأ مسيرة التصحيح بالاجتهاد في الصلاة، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ))[البقرة:45]، وكان الصحابة إذا حزبهم أمر واشتد عليهم حال، فزعوا إلى الصلاة، فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم، وكان رسول الله عليه الصلاة السلام يقول: (أرحنا بها يا بلال).
ثم عليك ببر والديك وخاصة الأم فإن الجنة تحت أقدام الأمهات، كما أن بر الوالدين من الطاعات التي يجد الإنسان لآثارها في الدنيا راحة، وطمأنينة وتوفيقاً، وسعيد في الناس من يفوز بدعاء الوالدين.
ونوصيك بالإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن، فإن ذلك يطرد الشيطان الذي يريد أن يصدك عن ذكر الله، وعن الصلاة، واعلم أن المرض ليس عذراً في ترك الصلاة، ولا مانع من عرض حالتك ومعاناتك على رجل من أهل الخير والعلم والتقى، مع ضرورة أن يكون ظاهرة الالتزام، وأن تكون الرقية بالكتاب والسنة، وبكلام عربي مفهوم، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله.
وأفضل من ذلك أن ترقي نفسك، وأن تكرر قرآة المعوذتين، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، وحبذا لو قرأت سورة البقرة؛ فإن الشيطان لا يدخل بيتاً فيه تقرأ سورة البقرة، ولا يخفى عليك أن للمعاصي شؤمها وآثارها فابتعد عن كل ما يغضب الله.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً