الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العزلة والخوف من الحديث مع الناس

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيراً على هذا المجهود الكبير
أنا طالب في الفرقة السادسة بكلية الطب، وأعاني من قلق عام دائماً وعدم ارتياح عند التواجد مع الناس، كنت في طفولتي أعاني من التبرز اللا إرادي والتبول اللا إرادي.

مشكلتي هي أنني دائماً أشعر بعدم ارتياح حتى أثناء وجودي في المنزل، وتزداد هذه الحالة عند الخروج، ولست مبتسماً مثل زملائي في الكلية، ولا أستطيع أن أتكلم في السكن أو أن أسأل الدكتور عن أي شيء لا أفهمه.

أخي الكبير سوف يتزوج قريباً وأشعر بالرعب عندما يتكلمون عن حفل الزفاف لأنني سأوجه الناس خلاله، تناولت منذ أيام تفرانيل ودوجماتيل وبوسبار وفيلوزاك.
ولكني لا أشعر بتحسن ملحوظ.

أتمنى أن تصفوا لي علاجاً، ولكن أيضاً لا يكون غالياً.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأنت الحمد لله على أعتاب التخرج من كلية الطب، ولا شك أنك قادر ومقتدر، ولديك إن شاء الله القوة المعرفية والقوة النفسية والقوة العاطفية التي أوصلتك لهذه المرحلة في حياتك الدراسية، أسأل الله لك التوفيق والسداد.

ما تعاني منه من عدم ارتياح في تواجد الناس، وكذلك هذا العسر الدائم في المزاج، وعدم الشعور بالراحة الداخلية، خاصةً حين الخروج وأنك قليل الابتسامة، ولا شك أنها أعراض تمثل درجة بسيطة جداً إن شاء الله من الاكتئاب النفسي، وربما يكون هنالك أيضاً اهتزاز بسيط في الثقة بالنفس وربما يكون لديك أيضاً نوع من الخوف الاجتماعي البسيط، أرجو أن لا تنزعج لهذه المسميات، حيث أنها مرتبطة ببعضها البعض.

ما عانيته في طفولتك من تبرز وتبول لا إرادي ربما يكون ناتجاً عن صعوبات في الطفولة، صعوبات وجدانية وصعوبات عاطفية، ولكن أرجو أن تعتبر ذلك شيئاً من الماضي، وأرجو أن لا يشغلك كثيراً، فهي مرحلة والحمد لله قد انتهت واستطعت أن تعالجها وأن تتخطاها، وأنت الآن في مرحلة القوة ومرحلة الحصاد، أرجو أن تركز على ذلك .

أرجو أن تتذكر أنه لديك إن شاء الله القوة ولديك المصادر التي تجعلك مثابراً وغير قلق، انظر إلى مستقبلك بصورة مشرقة وبأمل وتفاعل .

فيما يخص خوفك من الزفاف القادم بالنسبة لأخيك، هذا نوع من القلق الشديد غير المبرر، ولكن أعتقد كما ذكرت لك أنه لديك الاستعداد في الأصل لهذه الأمور، انظر لهذا الحدث كحدث جميل، وحدث مفرح، وكن مبتسماً ومنشرحاً، وادع الله لأخيك أن يتم له هذا الأمر على ما يرام .

بالنسبة للعلاجات الدوائية، أنا حقيقةً لا أفضل أن تتناول كل هذه الأدوية مع بعضها البعض، تفرانيل والدوجماتيل والبوسبار والفلوزاك، إن كنت تتناولها مع بعضها البعض هذا خطأ، فلا ننصح بكل هذه الكمية من الأدوية .

العلاج الأمثل بالنسبة لك هو العقار الذي يعرف باسم سبراليكس، ولكنه بكل أسف ربما يكون مكلفاً بعض الشيء، هو علاج نظيف وجميل وقوي وفعال، وإن شاء الله يزيل كل ما بك، جرعته هي 10 مليجرام ليلاً، حبة واحدة وهذا في حد ذاته علاج قوي .

الخيار الثاني: هو العلاج الذي يعرف باسم زولفت، ويسمى أحياناً في مصر باسم لسترال، أيضاً هو داء فعال جداً، الجرعة التي تحتاجها أيضاً هي حبة واحدة 50 مليجرام في اليوم، اللسترال أقل ثمناً من السبراليكس .

الخيار الثالث: والذي ربما يكون أيضاً خياراً جيداً هو التفرانيل نفسه، التفرانيل أنت ذكرت أنك تتناوله، هو دواء غير مكلف، ودواء جيد، وأعتقد أنك لم تستفد منه لأنك ربما تكون لم تتناول الجرعة الصحيحة، الجرعة التي تحتاجها أنت أيها الأخ الكريم هي 100 مليجرام في اليوم، هذه الجرعة تبنى بالتدرج تبدأ بـ25 مليجرام يومياً، ثم ترفع الجرعة كل أسبوعين بنفس المعدل 25 مليجرام حتى تصل إلى 100 مليجرام في اليوم، التفرانيل كما ذكرت لك جيد في علاج القلق والمخاوف والاكتئاب، فقط ربما يعاب عليه أنه ربما يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الجفاف في الفم، والثقل في العينين، وربما إمساك، ولكن هذه تكون في الأيام الأولى للعلاج، هو دواء متوفر حتى في مستشفيات الدولة، ولا يكلف أبداً، فأرجو إذا لم تستطع الحصول على اللسترال أو السبراليكس أن تتناول التفرانيل، ولا داعي مطلقاً للدوجماتيل والبوسبار والفلوزاك.

عليك أيضاً أن تمارس الرياضة، عليك أن توزع وقتك وتديره بصورةٍ طيبة، عليك أن تروح عن نفسك في حدود ما هو معقول ومشروع، كل هذه أمور مطلوبة، وبالطبع بجانب التركيز والحرص على الدراسة، وأنا أحسب أنك إن شاء الله من الحريصين على صلواتك وأذكارك وقراءة القرآن، فهذه كلها مفاتيح خير وبركة وصحية ونفسية وجسدية كاملة بإذن الله تعالى .

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وسوف تتحسن بإذن الله، وأتمنى أن أراك طبيباً بارعاً في المستقبل القريب إن شاء الله .


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً