الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشتت التفكير وعدم التركيز وصعوبة الحفظ

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تشتت التفكير وعدم التركيز وصعوبة في الحفظ، حيث أني لم أكن كذلك، وأعاني أحياناً من ثقل في الرأس ويبوسة في العظام، وتعب وإرهاق وكسل دائم، فما الحل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تشتت التفكير وعدم التركيز وصعوبة الحفظ هي في غالب الظن ذات منشأ نفسي، وفي بعض الحالات النادرة تكون ذات منشأ عضوي، أي يكون السبب في ذلك بعض الاضطرابات في وظائف الجسم، خاصة عجز بعض الهرمونات وخاصة هرمون الغدة الدرقية الذي ربما يؤدي إلى نوع من الشعور بالوهن النفسي والجسدي والإرهاق وضعف التفكير والتركيز، ولكن في حالتك من الواضح أن الأمور ذات منشأ نفسي، فالقلق حين يسيطر على الإنسان يجعله ضعيف التفكير والتركيز ويكون واهنا في معظم الحالات.

والذي أرجوه منك هو أن تقوم بإجراء فحوصات عامة خاصة فحص الغدة الدرقية – كما ذكرت لك – ولا مانع من أن تتأكد من مستوى قوة الدم والدهنيات ووظائف الكلى والكبد، فهذه مجرد فحوصات هي ضرورية، وتكوّن بالنسبة لك قاعدة طبية جيدة.

وأما من الناحية النفسية فعليك بالآتي:

أولاً: يجب أن لا تستسلم لهذه الأعراض.

ثانياً: عليك أن تدير وقتك بصورة فعّالة، لابد من أن تقسم اليوم ولا تتهاون مع نفسك أبداً، خصص وقتاً للعمل بالطبع، وخصص وقتاً للراحة، ووقتا للرياضة ووقتا للترفيه على النفس بما هو مشروع، ووقتا للتواصل، وأوقاتا بالطبع للعبادة والقراءة، فهذا التقسيم الإيجابي للوقت يقلل من فرص التكاسل والتهاون مع النفس، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك.

ثالثاً: عليك دائماً أن تمارس الرياضة أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي تعتبر من أفضل أنواع الرياضة، عليك أن تمشي لمدة أربعين دقيقة في اليوم على الأقل، فالرياضة سوف تنشط الدورة الدموية ومستوى الأكسجين وبعض المواد الكيميائية الأخرى التي تساعد في النشاط وتحسن التركيز وتزيل الإرهاق والشعور بالتعب.

والشيء الآخر: لا مانع أن تتناول كوبا من القهوة المركزة في الصباح مثلاً، وإن شاء الله تولد لك طاقات، ولابد أن يكون لك وقت ثابت بالنسبة للنوم خاصة النوم ليلاً، وحاول أن تتجنب النوم في أثناء النهار.

والشيء الضروري بالطبع أيضاً هو العلاج الدوائي، فإذا كان هناك أي عسر في المزاج وتوتر - وأنا أعتقد أنك تعاني من حالة من القلق – عليك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والإجهاد النفسي والجسدي، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم بروزاك، وهو عقار جيد وممتاز وفعّال جدّاً، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم. هو من الأدوية الجيدة والتي إن شاء الله تعيد لك النشاط، ومدة تناوله ستة أشهر على الأقل.

وهناك بالطبع أدوية أخرى مضادة للقلق، مثل العقار الذي يعرف باسم (موتيفال) و(فلونكسول)، ومثل (زولفت) و(سبراليكس)، ولكن ربما يكون البروزاك هو البداية الطيبة بالنسبة لك.

وعليك أيضاً أن تحاول أن تقرأ مواضيع قصيرة، اقرأ الموضوع أكثر من مرة ويمكن أن تقرأه بصوت عالٍ ثم بعد ذلك حاول أن تستذكر ما قرأته، فحين تجلس وتستمع لشيء أو تقرأ شيئاً أو تكون في مجلس مع الآخرين حاول أن تركز جهدك على موضوع واحد، اجعل انتباهك وتفكيرك نحو أمر واحد، قل لنفسك بقية الأفكار سوف أتركها للمستقبل، لن أشغل نفسي بها الآن، وهذا الأمر ربما يكون صعبا من الناحية التطبيقية ولكنه ليس مستحيلاً، فقد يتطلب منك المثابرة ويتطلب منك أن تنقل نفسك نقلة وجدانية نفسية داخلية حين تركز على موضوع واحد.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً