الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نُصح الزوج الذي يسبُّ الذات الإلهية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي يصلي ولكنه عندما يغضب يسبُّ ويلعن الذات الإلهية. فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أميرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الغضب من الشيطان، وكثرة اللعن سببٌ للشر والخذلان، فكيف إذا كان فيه تطاولٌ على الملك الديان، فسبحانك اللهم على حلمك بعد علمك، وسبحانك على عفوك بعد قدرتك، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يحقق لكِ أمنيتك بصلاح زوجك.
ولا يخفى عليكِ أن اللعانين لا يكونوا شفعاء، ولا ينالون رحمة رب الأرض والسماء، وأن لعن المؤمن لا يجوز بل وحتى لعن الحيوان البهيم، فيكف بالتطاول على السميع العليم، واللعن هو الطرد من رحمة الله، والمؤمن ليس بطعَّان، ولا لعَّان، ولا فاحش، ولا بذيء.
وسبُّ الدين أو الرب العليم خروجٌ من الدين، ولابد من توبةٍ، وتجديدٍ للإيمان، وتوقفٍ عن هذا الشرِّ والخذلان، ويترتب على ذلك أخطر الأحكام، كما أن التطاول على الذات الإلهية يخرج من الملة الحنيفية.
وأرجو أن يدرك زوجك أن الشيطان ينال من الغضبان ما يناله من السكران، وليس في الغضب عذر لما يحصل منه من الكفران، ونحن نحذره من ذنب يجلب المحق والانتقام.
وإذا غضب المسلم فإن عليه أن يتعوذ بالله من الشيطان، وأن يكثر من ذكر الرحمن، وأن يهجر المكان، ويسجن اللسان، ويغسل بماء الوضوء الأركان، فإن ذهب الغضب وإلاَّ فعليه أن يصلي للملك الديان، وقد علَّمنا ذلك المبعوث من عدنان، وعليه قبل ذلك أن يتفادى ما يجلب له الغضب والهوان.
وأرجو أن تكون هذه الأمور واضحة بالنسبة له، فليس في هذا الأمر تهاون، كما أرجو أن تختاري لحظة صفاءٍ وتقولي له: نحن نحبك ونقدرك، ولكن لا صبر لنا عليك إذا لم تتوقف عن إساءة الأدب مع الله؛ لأننا نخشى عليك وعلى أنفسنا من غضب الله، واحرصي على تفادي ما يثير غضبه، وعليه أن يتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي رددها مراراً لمن طلب الوصية حيث قال: (لا تغضب)، وهل فقد كثير من الناس سعادتهم، وقطعوا أرحامهم، وفقدوا حياتهم إلا بمخالفتهم لقول المعصوم: (لا تغضب).
وقد أحسن ابن حزم رحمه الله حين جعل الغضب من أركان الشر وروافده، فالغضب ينبوعٌ مُنتن تخرج منه الآفات، ويجلب لأهله الآهات والحسرات، وليس الشديد عندنا الذي يصرع الرجال وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، ومن كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره من الحور العين ما شاء.
وهذه وصيتي لكِ ولزوجك بتقوى الله، وأرجو أن يُعجِّل زوجك بالتوبة، ويردد كلمة التوحيد، وأرجو أن يعلم أن قطع لسانه أهون من سب الذات الإلهية، والتطاول على واهب النعم، وخالق الخلق من عدم.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً