الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير الصيام على المصاب بالبواسير

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل للصيام أي تأثير غير إيجابي على مريض البواسير أو من هو في بداية مرضه بالبواسير؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تعلم أننا أثناء الصيام نمتنع عن الطعام والشراب لفترةٍ تبلغ (12 - 15) ساعة في اليوم، وهذا فيه راحةٌ ليس للمعدة والأمعاء فقط بل كذلك للغدد التي تفرز العصارات الهضمية بدءاً بالغدد اللعابية والكبد والبنكرياس، وحتى يستمر النشاط العضلي والعقلي ولكي تؤدي جميع أجهزة الجسم عملها بكفاءة فإن الجسم يقوم بإفراز هرمونات تعمل على تحويل الجليكوجين المختزن في العضلات والكبد إلى سكريات يقوم الجسم بحرقها لتوليد الطاقة اللازمة لنشاطه، وهذا الجليكوجين هو فائض السكريات من وجباتٍ سابقة اختزنت هناك للاستفادة منها مستقبلاً، وفي نفس الوقت يقوم الجسم بإحراق كميات محدودة من الدهون والشحوم المترسبة لنفس الغرض.

كما أن الجسم أثناء الصيام يحافظ على ما لديه من ماءٍ ولا يفرط فيه فتنقص كمية البول نقصاً شديداً بواسطة إفراز هرمون خاص فيكون البول مركَّزاً وشديد الصفرة، ثم ينقص العرق بعد ذلك لأن إفراز العرق مقدم على إفراز البول؛ لأن العرق هو الذي يحافظ على حرارة الجسم في المعدل الطبيعي ويمنعها من الارتفاع والإضرار بالأجهزة الحيوية.

كما أن الله تعالى يقول: (( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:184]^، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء قط شراً من بطنه).

وليس للصيام تأثيرٌ مباشرٌ على البواسير إلا إذا صار هناك إمساك نتيجة تناول أطعمة معينة في وقت الصوم سببت الإمساك، وهذا ليس له علاقة بالصوم نفسه وإنما بالنمط الغذائي الذي يتبعه بعض الناس في رمضان من إكثار اللحوم والإقلال من السلطات، وهذا يؤدي إلى الإمساك، وهذا في حد ذاته ابتعادٌ عن آداب الصيام بالإفراط في الأطعمة.

ومن آداب الصيام: الإفطار على التمر والماء ثم الذهاب إلى الصلاة بالمسجد ثم تناول طعام الإفطار، وهذا له فائدةٌ كبيرةٌ من تحضير المعدة للطعام، بالإضافة إلى ما في التمر من سكرياتٍ يكون الجسم بحاجةٍ لها، كما أن التمر - كما تعلم - تلعب أليافه دوراً مهماً في مكافحة الإمساك، وبالتالي فإن اتبعت السنة وآداب الصيام فإن هذا من شأنه التخفيف من الإمساك؛ وبالتالي تخف البواسير إن شاء الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الحسين

    جزاك الله خيرا

  • الجزائر أبو شيماء

    شكرأ لكم على هذه الأجوية الشافية إن شاء الله وماعلى المرضى إلا إتباع الوقاية أولاً وفي حالة الإصابة بالمرض الحمية الغذائية والرياضة والعلاج والله الشافي.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً