الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الفتاة الموظفة من العمل مع صاحب شركة أجنبية بعد العثور على صوره المخلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعمل في شركة أجنبية، واكتشفت قدراً بعض الصور المخلة لصاحب الشركة، فهل هناك أدنى حرج أو خلل شرعي في عملي معه؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rihab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة في أن يكون عملك مشروعاً وعندك مراعاة للضوابط الشرعية، وأن يكون نشاط الشركة مشروعاً، ولكن سلوك صاحب الشركة أو سلوك بعض موظفي الشركة لا يؤثر على عملك طالما كانوا بعيدين عنك، مع أننا نشجع كل موظف وموظفة على البحث عن العمل الأفضل من الناحية الشرعية؛ فإن البيئة الصالحة والرفقة الصالحة عون للإنسان على الخير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

وأرجو أن تحرصي على ستر الموضوع، فإن إذاعة الشر شر، ونشر المنكر مما يعين على فعل المنكر، وليس هناك مصلحة في فضح الناس ونشر ذنوبهم في الخلوات، وإذا كان هناك سبيل للنصح بطريق غير مباشر فلا مانع من ذلك، ونحن لا نفضل أن تقوم الفتاة بنصح الرجال، ولا نؤيد نصح الموظف الصغير لمن يكبره في السن والمكانة، ولكن إذا علمت بشخص يمكن أن يؤثر عليه فيمكنك إرسال رسالة له شريطة ألا يترتب على ذلك ضرر لك، وأسأل الله أن يهديه وأن ييسر الهدى له ولأمثاله من الغافلين.

وأرجو أن أعبر لك عن سعادتي بهذه الغيرة والحرص على الخير، وأسأل الله أن يحفظك وأن يزيدك حرصاً وأن يهيئ لك ما يغنيك عن العمل في الأماكن التي فيها من يعصي الله.

ولا يخفى على أمثالك أن شريعتنا تمنع تتبع عورات الناس، رغم أنه واضح من خلال السؤال أن اطلاعك على تلك المخالفات والفضائح لم يكن نتيجة للبحث أو التجسس وإنما حصل قدراً.

وها نحن نعيد لك التذكير بضرورة الستر على ذلك الرجل، ونسأل الله أن يرد العصاة إلى دينه وشرعه، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وعليك باللجوء إلى الله والاستعانة به، واعلمي أنه سبحانه يحفظ من يحفظه ويعطي من يسأله.

ونسأل الله لك الهداية والتوفيق، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات