الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أفرط في صلاتي وأقطعها.. فساعدوني!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب -شاب عادي- أمارس العادة السرية كثيراً، وأندم على فعلتها، ولكن الشهوة والشيطان يغلبانني، أصلي بصورة متقطعة، فعندما أكون جنباً لا أصلي، وعندما أكون طاهراً أصلي بحزن؛ لأنها تبعدني عن الصلاة، وفي نفس الوقت لست قادراً على تركها.

مع العلم بأني لا أريد الزواج الآن، ولا أريد أيضاً الحرام، فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إدمان العادة السرية أمر له خطورته؛ لأنها تؤثر على كل خلايا الجسم، والأخطر من ذلك أنها تبعدك عن الله ولها أضرار جسيمة اجتماعية ونفسية، وأرجو أن تتذكر ما قاله ابن أدهم لمن قال لا أستطيع أن أترك المعصية، حيث أيقظه بقوله:
إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، فقال الشاب: ومن أين آكل الرزق والرزق كله من الله؟ ثم قال له: إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه.
فقال الشاب: وأين أذهب والأرض كلها لله؟
فقال له: أذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه.
فقال الشاب: وكيف ذلك والله لا تخفى عليه خافية؟
فقال له: أما تستحي من الله تعصيه وأنت تسكن في أرضه، وتأكل من رزقه، وتعصيه وهو يراك؟ فتاب الشاب وحسنت توبته.

وأرجو أن تعلم أن الإصرار على العصيان سبب لسوء الخاتمة.

ولا يخفى عليك خطورة ترك الصلاة، فكيف إذا اجتمع معها ممارسة تلك الخطيئة! فاتق الله في نفسك وعد إلى صوابك، ولا تحرم نفسك من الزواج فإنه العلاج الناجع، فإن لم يتيسر لك فعليك بالصوم فإنه وجاء، وهو وصية خاتم الأنبياء.

ومما يعينك على التخلص من العادة السيئة ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- تجنب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد.

3-البعد عن أصدقاء السوء.

4- غض البصر والبعد عن كافة المثيرات، مثل الأكلات الدسمة، والمجلات.

5- مراقبة الله في السر والعلن.

6- إدراك خطورة تلك الممارسة صحياً ونفسياً واجتماعياً، وقبل ذلك شرعياً.

7- شغل النفس بالمفيد، وتلاوة كتاب الله المجيد.

8- الاجتهاد في طلب العلم وممارسة الرياضة.

9- عدم المجيء للفراش إلا عند الحاجة، وعدم المكوث فيه بعد الاستيقاظ.

10- المحافظة على أذكار النوم والصحو.

11- المحافظة على الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

12- إدراك خطورة إدمان العادة السيئة على مستقبلك كزوج، وقد مرت علينا استشارات باكية وصيحات للنادمين، والسعيد من وعظ بغيره!

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة المسارعة بطلب الحلال، واعلم أنه لا خير في تأخير الزواج.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر mouhamed

    والله العادة السرية أخطر مما تتوقع الله يهدينا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً