الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية النوم للجسم وضرورة تحصيل القدر الكافي منه يومياً

السؤال

أنا أكره النوم، فلا أنام إلا إذا كان هناك من يجبرني على النوم، وحتى إن كنت نعساناً لا أذهب للنوم، أشعر بأنه مضيعة وقت! ولا أذهب للنوم لأني أكرهه...أحياناً أضطر لشرب الدواء المساعد للنوم؛ لأن هذا يغلبني فأصل لدرجة الغفوة، فأضطر أن أذهب للنوم..ماذا أفعل؟!

أنا حاولت أبحث عن طريقة أتخلص فيها من النوم فأصبح نشيطاً دوماً وأبداً، هل بإمكاني عمل عملية في المخ أزيل فيها العرق أو الجزء الذي يسبب النعاس؟

هل إذا لم أنم لمدة 7 أيام متواصلاً من الممكن أن أصاب بالجنون الحقيقي؟ أعوذ بالله من ذلك.

هل هذا الطبع ممكن يسبب لي حالة التخريف مبكراً في العمر؟ أعوذ بالله من ذلك.

فيما مضى ضربت بجبهتي بقوة شديدة على الأرض حتى شعرت بهزة المخ داخل رأسي، وحتى عيناي كأنها أرادت الخروج من شدة ارتداد الضربة.. الأرضية كانت عليها سجادة والحمد لله، لكني سقطت من سرير عالي؛ لأني حاولت أن أتقلب على الهواء مرتين وأنزل على الأرض برجلي، ولكن لسوء الحظ انقلبت مرتين، وكنت ذاهباً للقلبة الثالثة، وحينها ضربت جبهتي بقوة شديدة حتى شعرت أني نسيت كل شيء لمدة سبع ثوان، حتى نسيت اسمي، على كل حال مع الأيام والشهور صار في أذني صفير لا يفارقني أبداً، صفير رنين وشوشرة كشوشرة التلفاز عندما تشغله من أول مرة..الشوشرة تنقص وتزداد على حسب المزاج، إذا كنت معصباً أو مرهقاً الشوشرة تزداد، وهي مصدرها وسط المخ والله أعلم، لأني أعلم أنها لا تصدر من الأذن، ولا تصدر من الخارج، بل تصدر من داخل الرأس، والدكتور شيك على أذني المرات الكثيرة والكثيرة جداً، وقال لي أذني سليمة جداً ونظيفة جداً.

طبعاً مع الشوشرة ومع الأيام بدأت تظهر حالات الوسواس القهري، تزداد في حالات وتقل في حالات، كالسرطان، وسواس قهري قاتل بكل ما للكلمة من معنى، وخصوصاً إذا كنت حريصاً على أمر معين فالوسواس القهري يكون له دور كبير في أن يقلب هذا الحرص إلى جنون..أقصد الجنون..

على كل حال، أخبرني بأن حالة الشوشرة الأطباء لا يعرفون لها علاجاً ولا يوجد لها سبب محدد، قال لي اسمها بالإنجليزي لكني نسيتها، مع العلم أنا لم أذكر للدكتور بأني ضربت رأسي بقوة، وإلى آخره..ما ريكم!؟

قلت لأهلي عدة مرات أريد أكشف على مخي من الداخل فلعل فيه خللاً، فيقولون: لا تكبر الموضوع، فأنت ما شاء الله ذكي في الجامعة، ونعتمد عليك في الآراء والتخطيطات ونستشيرك في أمور كثيرة، وما نرى فيك شيئاً.

لا أدري ما بيني وبين النوم، كأنه عدو! لا يوجد لدي مرض روحي أو ما شابه، لا تقلق..

ماذا ترون؟ ماذا تقولون؟ والله ربما أنتم تعلمون الحل والله أعلم.

أنا متعود على الشوشرة فلا تقلقوا لكن متشوق لأعرف لماذا يصدر؟ وكيف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن إسحاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هنالك حاجة طبيعية وبيولوجية للنوم، فهو مثل الأكل والشرب والإخراج، والإنسان العادي يقضي ربع إلى ثلث عمره نائماً.

ضرورة النوم تتمثل في أنه مصدر الراحة الجسدية والنفسية ومزيل للإجهاد ويحفظ التوازنات العصبية والكميائية للإنسان.

أما أن تكره النوم فهذا ليس بأمر سليم؛ لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش دون نوم، والأمر في حالتك أخذ الطابع الوسواسي، وما تقوله لإجراء عملية في المخ لإزالة مركز النعاس هذا أمر غير معقول، وليس بمقبول؛ لأن الحياة لا تستمر بدون نوم.

الناس يختلفون في عدد ساعات وعمق نومهم وهذا أمر طبيعي، لكن لا يوجد إنسان لا ينام مطلقاً.

عدم النوم لأكثر من ثلاثة أيام يؤدي إلى إجهاد نفسي شديد، بعدها يدخل الإنسان في انهيار تام ومرحلة هلاوس! وبالطبع عدم النوم لمدة سبعة أيام متواصلة أمر خطير لا يؤدي فقط إلى الجنون إنما ربما نهاية الحياة.

أعتقد أن كفاءة النوم ونوعيته هي المشكلة التي تعاني منها، ويمكنك أن تحسن نومك بـ:

1- ممارسة التمارين الرياضية.

2- أن يكون وقت الذهاب للفراش ثابتا.

3- تجنب النوم في أثناء النهار ولا مانع من القيلولة الشرعية التي هي في حدود نصف ساعة.

4- التوقف التام عن تناول الشاي والقهوة.

5- ممارسة تمارين الاسترخاء.

6- الحرص على أذكار النوم.

ربما تكون الوساوس قد أثرت عليك أيضاً لأن الوساوس تؤدي إلى القلق، والقلق يضعف النوم.

إصابة الرأس التي حدثت لك لا أعتقد أنها ذات أثر كبير، والمتغيرات التي حدثت منها ربما تكون وقتية فقط.

الشوشرة التي توجد بالأذن ربما يكون سببها خلل في عصب الأذن (التوازن) كما أن القلق النفسي يلعب دوراً في مثل هذه الأعراض.

بجانب الإرشادات السابقة أنت في حاجة لأدوية مضادة للقلق والتوتر والوساوس، وهي سوف تساعدك إن شاء الله كثيراً، والدواء الذي أود أن أنصحك بتناوله يعرف باسم سبرالكس أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك خفضها إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر...بجانب السبرالكس أرجو أن تتناول عقاراً آخر يعرف باسم دوجماتيل، والجرعة المطلوبة هي 50 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر.
هذا الدواء بالذات سوف يساعدك كثيراً في إزالة الشوشرة بالأذن.

أنت إن شاء الله تعالى بعيدٌ كل البعد عن الخرف المبكر وأمامك أيام طيبة بإذن الله، فقط ركز على دراستك واتبع الإرشادات التي ذكرتها لك، وتناول الدواء الموصوف وحقر فكرة كراهيتك للنوم فالنوم نعمة من نعم الله علينا نرتاح من خلالها وتسكن أنفسنا من خلال هذه الموتة الصغرى.

لا أعتقد أن حالتك تتعلق بالأمر الروحي، ولكن المؤمن عليه أن يرقي نفسه دائماً ومتى ما شعر بمكروه وأن يكون دائماً قوي الصلة بربه، ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات (237993- 236492-247326)

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً