الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاصي من أكبر عوامل شقاء الإنسان

السؤال

السلام عليكم..

لا أحب الحياة! وأريد أن أحس بالسعادة، لكن لا أقدر! لا أدري لماذا!؟ دوماً أبكي بدون سبب، وكل وقتي في غرفتي، لا أحب أن أجلس مع أحد في البيت، دوماً لوحدي دوماً غاضبة ومعصبة، ولا أحد يقدر على أن يتفاهم معي، وكل الذي في البيت هم أصلاً لا يفهمونني.

أنا لا أصلي، وكلما أحاول أني أستمر أصلي لا أكمل أسبوعاً، ومن ثم أترك وأنا أمارس العادة السرية، وقد جعلتني دوماً في غرفتي وتعبت منها، وبعد أن أخلص منها أجلس أبكي وأندم: لماذا أفعل هذا الشيء؟ أيضاً أكلم شباباً، وقد حاولت أن أقطع علاقتي معهم، ولم أقدر.

أما أمي وأبي فهم لا يهتمون بنا، والله أحياناً لا أرى فيها أبي إلا وقت النوم، حيث يصعد إلى حجرته فوق، أما أمي فدوماً مع صديقاتها وأخواتها، والله نحن نعيش وكأنا في البيت لوحدنا، كلٌ في حالة.

أريد أن أحس بالسعادة، أريد أكون دائما فرحانة، لكن لا أقدر، أحس أني مريضة، ولا أريد أن أرى الناس، صرت أكرهم كلهم، والله دوماً عقلي صار يفكر في الانتحار، وأقول: لو أموت يمكن أرتاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاُ ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر عن تأخر الرد، ونسأله جل وعلا أن يفرج كربتك، وأن يصلح حالك وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك:
فإن ما تشتكين منه إنما هو نتيجة للظروف الأسرية التي تعيشينها، لأنها ظروف غير مرضية، وغير طبيعية، ولقد زاد الطين بلة بوقوعك في المعاصي التي تحدثت عنها؛ لأن المعاصي وحدها كفيلة بتدمير سعادة أي إنسان مهما كان، وإنها من أكبر عوامل شقاء الإنسانية عبر تأريخها الطويل، ولقد سطر الله ذلك كله في القرآن الكريم ليكون عظة وعبرة للناس إلى يوم القيامة، وإذا أردت حل كل هذه المشكلات كلها فسأقدم لك بعض النصائح المعينة على ذلك، وهي كالتالي:

1- عدم الاستسلام لهذا الواقع مهما كان .
2-عقد العزم على تغييره مهما كانت التضحيات في سبيل ذلك.
3- الاقتناع التام بأن ذلك ممكن وليس مستحيلاً.
4- البدء بالخطوة الأولى وهي محاولة التخلص من هذه المعاصي ولو بالتدريج، وذلك مثلاً بالبدء بقطع بعض العلاقات المحرمة واحدة بعد الأخرى، وصدقيني لو بدأت في ذلك ونجحت في قطع ولو علاقة واحدة، فستشعين بلذة عجيبة وغريبة.

المهم أن تبدئي الآن وفوراً في تحديد العلاقة التي تريدين قطعها، وأن تبدئي عملية القطع بدون تردد، وممكن أن تبدئي بقطع العلاقة الضعيفة كخطوة أولى ثم التي تليها، وهكذا حتى تقطعي جميع العلاقات المحرمة، وبذلك تتخلصين من أهم عامل من عوامل التعاسة والشقاء، وبعد ذلك تبدئين بالتوقف عن العادة المدمرة ولو بالتدريج، ولابد أن تكون لديك القناعة بأن المعاصي هي سبب هذه التعاسة وهذا الشقاء والضياع الذي تعانين منه.

5- محاولة البحث عن صحبة صالحة تتواصلين معها ولو بالهاتف، وقطع الاتصال المباشر أفضل، لكن إذا لم يتيسر إلا هذا فلا مانع.

6- مقاومة الرغبة في عدم الخروج مع عدم الاستسلام لها، بل والهروب منها ولو لزيارة بعض الأقارب أو الصديقات الصالحات، وإذا لم يتيسر فيمكنك الخروج ولو للتمشي في إحدى الحدائق، أو الأماكن العامة، المهم أن تخرجي فقط.

7- أعتقد بأن الرقية الشرعية ستفيدك كثيراً جداً إن شاء الله فما المانع من ذلك؟ حاولي رقية نفسك بنفسك إن استطعت وإلا فيمكنك الاستعانة ببعض المشايخ المعالجين الثقات، وأنا واثق من أنك ستستفيدين من الرقية جداً فاحرصي عليها.

8- يمكنك المشاركة في بعض الأنشطة الاجتماعية مع أي مؤسسة أو جمعية قريبة منك.

9- حاولي طلب جلسة مع والديك، وبيني لهما الظروف النفسية التي تمرون بها جميعا، وحثيهم علي ضرورة القيام برسالتهم تجاهكم، وأن التربية ليست مجرد توفير الأكل والشرب واللبس وإنما هناك أشياء أهم ألف مرة ومرة من هذه الأشياء.

10- اجتهدي في الدعاء والإلحاح على الله، مع الإكثار من التوبة والاستغفار، والصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم، وأبشري بفرج من الله قريب والله، ولي التوفيق.

ولمزيد من الاستفادة عليك بمراجعة التالي:
طريقة الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326 ).
والسنة النبوية في علاج الأمراض النفسية: (265121 - 267206 - 265003 - 272641).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً