الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أساليب سلوكية ودوائية لمعالجة القلق المتمثل في انعدام التركيز

السؤال

أشكو من انعدام التركيز، وعدم الاستيعاب بسرعة، وتفكير مستمر، وعدم الفهم مع الدكتور بسبب التفكير بشكل دائم، حتى أني أعاني من صعوبة في النوم.

وفق الله الجميع وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنا إذا وضعنا الأعراض التي تشكو منها في بوتقة واحدة وهي ضعف التركيز وكذلك عدم سرعة الاستيعاب مع صعوبات النوم، فهذا يدل أنك تعاني من قلق نفسي، أكبر مسبب لضعف التركيز واضطرابات النوم خاصة الصعوبة في بداية النوم هو القلق النفسي، وعليه يجب أن تبحث جيداً في حالتك وتنظر إذا كان هنالك أي أسباب تجعلك قلقاً فيجب أن تعمل على معالجة هذه الأسباب، إذا كانت هنالك مشاكل أو صعوبات في الحياة على نطاق الأسرة أو على النطاق الشخصي فيجب أن تقابلها بكل عقلانية وتضع الحلول المناسبة فهذا يساعدك كثيراً.

ثانياً: التوزيع الصحيح لوقتك سوف يساعدك كثيراً ويحسن من تركيزك؛ لأنه من المفترض أن تخصص وقتاً للراحة، والراحة مهمة جدّاً، وتخصص وقتاً للنوم ووقتا لمزاولة الرياضة، والرياضة هي من الطرق الجيدة بل الممتازة جدّاً لتحسين التركيز، فلابد أن تخصص لها وقتاً وتمارسها بانتظام وبكل انضباط. يجب أن تخصص وقتاً أيضاً للترفيه عن النفس بما هو مشروع، تخصص وقتاً للعبادة ولتلاوة القرآن، تخصص وقتاً للتواصل مع أصدقائك. هذه مفيدة وجيدة جدّاً.

وعليك أيضاً أن تتحين الأوقات التي يكون فيها تركيز الإنسان أفضل وذلك من أجل الدراسة والمذاكرة في هذه الأوقات، يعرف أن فترة الصباح بعد الاستيقاظ من النوم يكون تركيز الإنسان أفضل، فعليك باستغلال مثل هذا الوقت والاستفادة منه من أجل استذكار دروسك.

سوف نعطيك أيضاً بعض النصائح المتعلقة بالصحة النومية وسوف تفيدك إن شاء الله:

(1) تجنب النوم النهاري بقدر المستطاع.
(2) لا تتناول الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا بعد الساعة السادسة مساءً.
(3) خصص وقتاً للنوم ليلاً، بمعنى أن يكون وقت النوم ثابتاً ومعروفاً، هذا يساعد جسم الإنسان على أن يتعود على نظام واحد، وهذا التعود على هذا النظام يجلب النوم للإنسان بصورة أفضل.
(4) كن حريصاً على أذكار النوم، فهذا – إن شاء الله – يساعدك أيضاً.

لمساعدة نفسك في التركيز حاول أن يكون انتباهك على موضوع واحد، وحين تأتيك في أفكارك المواضيع الأخرى قل لنفسك (لا سوف أركز على هذا الموضوع بالذات ولن أركز على المواضيع الأخرى) عليك أيضاً أن تقرأ مواضيع قصيرة، اقرأ الموضوع أكثر من مرة، ثم حاول أن تستذكره مرة أو مرتين، هذا أيضاً يحسن - إن شاء الله – من تركيزك.

قراءة القرآن الكريم بتؤدة وتمعن تحسن أيضاً من التركيز فكن حريصاً على ذلك.

بعد ذلك سوف أصف لك دواء جيداً جدّاً يساعدك في تحسين النوم وإزالة القلق وإزالة التوتر الذي تعاني منه، وهذا يجعلك تنام بصورة أفضل.

الدواء يعرف تجارياً باسم (تربتزول Tryptizol) ويسمى علمياً باسم (امتربتلين Amtriptyline)، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

وفي فترة الصباح تناول عقارا آخر يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، تناوله بجرعة نصف مليجرام في الصباح لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

وإذا صعب عليك الحصول على التربتزول فهنالك عقار آخر يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، هذا عقار متوفر وبسيط ولا يحتاج لوصفة طبية، يمكنك أن تتناول الموتيفال كبديل للتربتزول وكذلك الفلوناكسول، بمعنى أنك لا تحتاج أي منهما إذا بدأت في تناول الموتيفال جرعة الموتيفال التي ننصحك بتناولها هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناولها.

هنالك أيضاً تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء هي تمارين جيدة جدّاً وتزيل القلق والتوتر وتحسن التركيز، وحتى تمارس هذه التمارين بصورة صحيحة يجب أن تستلقي في غرفة هادئة وتكون الإضاءة غير شديدة أو تكون الغرفة شبه مظلمة، وتفكر في حدث سعيد وأنت مسترخٍ على كرسي مريح أو مستلقي على السرير، وبعد ذلك أغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، وخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع بطنك قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك على الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرج الهواء بعد ذلك عن طريق الفم بكل قوة وبكل بطئ، كرر هذا التمرين خمس مرات في كل جلسة بمعدل جلسة في الصباح وجلسة في المساء، وسوف تجد أنه مفيد جدّاً.

إذن حاول أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك وتتناول الدواء الذي وصفناه لك، وسوف تجد - إن شاء الله – أن الاستيعاب والتركيز والنوم قد تحسنت لديك، وإذا كان هنالك أي توتر أو قلق داخلي فسوف يزول إن شاء الله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً