الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع حالات الرهاب الاجتماعي المحدود

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فشكراً لاهتمامكم برسالتي الأولى والجواب عليها، وقد رأيت أن أرسل رسالة أشرح فيها حالتي بالتفصيل.

إن أكثر شيء أعاني منه هو الرهاب الاجتماعي، وذلك منذ 10سنوات أو أكثر، فكانت تأتيني أحياناً فلا أستطيع الذهاب إلى المدرسة، وأتغيب عنها بسبب الخوف من الناس، وإذا جاء أحد عندنا كنت أختبئ ولا أظهر حتى يذهب، وإذا خرجت لهم أرتبك ولا أعرف كيف أتحدث ولا كيف أتصرف، وهذا ما يربكني أكثر من أي شيء، وكنت أبقى في المنزل مدة شهر تقريباً لا أخرج.

الآن بعد أن تزوجت أصبحت مضطرة إلى أن أختلط بعائلة زوجي وهي كبيرة جداً، فأرجو منكم إذا كان هناك دواء يساعد على الشفاء من الرهاب الاجتماعي أن تصفوه لي.

شكراً وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فمن الواضح أن حالتك هي حالة بسيطة جدّاً، وهو نوع من القلق أو الرهاب الاجتماعي المحدود جدّاً، وبفضل الله تعالى قد أتيحت لك الفرصة للاختلاط بعائلة زوجك التي وصفتها بأنك مضطرة.

ولكن أنا أقول لك إن هذا أمر محمود ومرغوب جدّاً؛ لأن أفضل وسيلة لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي التفاعل والاختلاط مع الآخرين، حيث إن التجنب والابتعاد يزيد من الخوف والرهاب الاجتماعي وإفقاد المهارات الاجتماعية.

والاختلاط والتفاعل يؤدي لعلاج مثل هذه الحالات، فعليك بالمزيد من التفاعل مع عائلة زوجك ومع غيرها، وكما ذكرت لك هذا أمر نحمده كثيراً ونشجع عليه لأنه هو الوسيلة العلاجية الناجعة والناجحة.

وفي نفس الوقت إن شاء الله تفاعلك مع أهل زوجك سوف ينال رضاهم، وهذا يؤدي إلى مزيد من التضافر والتعاضد الأسري.

أود أيضاً منك أن تعرفي وتكوني على إدراك وإلمام تام بأن الخوف الاجتماعي يعطي صاحبه دائماً بأنه ليس مجيداً في المواقف الاجتماعية أو أنه مضطرب أو أنه يتلعثم، والبعض يعتقد أنه مراقب من قبل الآخرين!

هذا ليس صحيحاً، هذا شعور مبالغ فيه، نعم هنالك تغيرات فسيولوجية مثل سرعة تضارب القلب أو الإحساس بشدة في الجسم أو بعض التلعثم البسيط أو التعرق، ولكن الأمر لا يتعدى ذلك أبداً.

فأنا أريدك أن تصححي من مفاهيمك، وكوني دائماً في الصفوف الأمامية، وارفعي من مهاراتك الاجتماعية بأن تتحدثي إلى الناس وتنظري إليهم في وجوههم، تبسمي في وجوه أخواتك وصديقاتك وقريباتك حين تسلمين عليهم، ولا تتجنبي أبداً النظر إليهنَّ في وجوههنَّ، هذا مهم وضروري جدّاً.

هنالك أيضاً دراسات تشير أيضاً أن الانخراط والمساهمة الفعالة في الأعمال الخيرية متى ما أتيحت فرصة لذلك تساعد في علاج الخوف والرهاب الاجتماعي، فأرجو أن تجعلي لنفسك نصيباً في هذا.

بالنسبة للأدوية أقول لك نعم بفضل الله تعالى توجد أدوية ممتازة وفعالة، ولديكم في المغرب العربي دواء يعرف تجارياً باسم (ديروكسات Deroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً أيضاً باسم (زيروكسات Seroxat).

أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) ليلاً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام واستمري عليها لمدة شهرين، ثم نصف حبة مرة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية البسيطة والجيدة والممتازة جدّاً، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة نسبياً، أي حبة واحدة في اليوم، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكنك لست في حاجة إلى هذه الجرعة.

الدواء غير إدماني وغير تعودي، ولا آثار جانبية له، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس في بداية العلاج، وهذه تختفي بالاستمرار في العلاج والتحكم في الطعام.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً