الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التغلب على النفس الأمارة بالسوء

السؤال

في البدء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

باختصار أنا شاب رزقني الله -وله الحمد والمنة- وظيفة جيدة في إحدى البنوك، ولكن هذه النفس الأمارة بالسوء جعلتني أمد يدي على أموال غيري بغير وجه حق، وقد تم اكتشاف هذا التلاعب، وأنا مع نفسي أعلم تماماً أن كل شيء فعلته خطأ، لذلك على الفور اعترفت بالذنب، وتمت محاكمتي بالسجن مع دفع المبلغ، وتكفلت الأسرة بدفع المبلغ وأكملت أنا السجن.

ولكن المجتمع لا يرحم، خصوصاً أن أسرتي من تلك الأسر التي لها وزن في إطار محيطها، وعن نفسي قررت أن أعتصم بالله بالتوبة الصادقة، إضافةً لذلك هنالك الكثير من الأخطاء التي تتعلق بالأخلاق.

سؤالي عن كيفية الخروج من هذه النفس الأمارة بالسوء والدخول إلى النفس الآمرة بالخير، وكيف التوبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / النجاشي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي السائل! لا تحزن فإن الله غافر الذنب وقابل التوب، واقرأ إن شئت قوله تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] فهذه الآيات تشرح صدرك وتزيل همك وغمك، وتجلب سعادتك، فلا تقنط ولا تيئس من المغفرة، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).

ولا تحزن من أذية الآخرين لك، واعف عمن أساء إليك، واعلم يا أخي أن هناك فتحاً مبيناً وفرجاً بعد الشدة ويسراً بعد عسر، وهناك أملاً مشرقاً ومستقبلاً حافلاً ووعداً صادقاً، إن لضيقك فرجة وكشفاً، ولمصيبتك زوائل، وإن هناك أنساً وروحاً وندى وظلاً.

أخي! داوِ شكك باليقين في كرم الله وعطائه، واطمئن يا أخي فإن العواقب حسنة والنتائج مريحة بإذن الله تعالى، فاصدق في توبتك ورجوعك إلى الله تعالى، وسيجعل الله لك بعد الفقر غنى، وبعد الظمأ رياً، وبعد الفراق اجتماعاً، وبعد الهجر وصلاً، وبعد الانقطاع اتصالاً، وبعد السهاد نوماً هادئاً (( لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))[الطلاق:1].

وحاول يا أخي في توبتك الصادقة، ورجوعك إلى الله تعالى أن تتبع الخطوات التالية:

1- اصدق نيتك في التوبة لله عز وجل.

2- اقلع عن الذنب وعاهد الله أن لا ترجع إليه مرةً أخرى.

3- أكثر من الصلاة والدعاء واللجوء إلى غافر الذنب وقابل التوب.

4- ابعد عن الصحبة السيئة وخالط الرفقة الصالحة التي تذكرك بالحق وتعينك عليه.

5- اترك باب الأمل والرجاء دائماً مفتوحاً، بأن الله سيبدل سيئاتك حسنات إذا أنت صدقت النية مع ربك.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً