السؤال
أخي العزيز
أنا متزوج منذ عام ونصف ولي بنت ولله الحمد عمرها ستة أشهر وأعاني كثيرا من مسألة عدم اهتمام زوجتي بنفسها وبمظهرها فهي سيدة عاملة تخرج في الثامنة صباحا على دوامها وترجع الساعة الثانية بعد الظهر ولم أرها تمشط شعرها منذ شهرين وهو شعر أجعد غير جميل ولم أرها سوى بالبيجامة إلا عندما أراها خارجة من البيت أراها باللباس الشرعي وأنت تعرف أخي كم هي المغريات في الأردن في عمان من قبل البنات والنساء وحجم الإغواء ولدى البحث عن تنفيس الشهوة تفاجأ بأن زوجتك لا تجمل نفسها بينما الفتيات في الشوارع يظهرن بأجمل زينة سيدي الكريم لقد تعبت من كثرة إلحاحي عليها بالاعتناء بنفسها ووالله إني قلت كلاما يجرح إلا أنها تتأثر ولكنها كسولة وكأنك تضرب في ميت فهو لا يتألم مهما ضربته سيدي ليس تمشيط الشعر كل شيء فهناك أمور أخرى أنت تعرفها ولا حاجة لذكرها لا تعتني زوجتي بها ماذا أعمل هل أتزوج عليها أم هل أطلقها أم ماذا وقد كنت شكوتها لأمها وأمها لا تلقي بالا فهي كسولة أيضا الدنيا ضاقت بي ما الحل؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
من واجب الزوجة أن تطيع زوجها في كل ما يتعلق بشؤون الاستمتاع بها بما ليس بمعصية لله تعالى، وينبغي للزوج أن يبين لها حكم ما تفعله وما يجب عليها فعله، ولا يكرهها لأجل هذا الخلق، فلعله يرضى منها خلقا آخر، والزواج عليها خير من طلاقها، بل قد يتعين عليه إذا خشي على نفسه الفتنة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن واجب الزوجة أن تطيع زوجها في كل ما يتعلق بشؤون الاستمتاع بها من نظافة وتجمل ونحو ذلك، وقد حث الشرع الزوجة على أن تتزين لزوجها بالملابس والطيب وغير ذلك، وأن تتجمل له بما يسر ناظره ويبهج خاطره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله.
ونصيحتنا للأخ السائل أن يبين لزوجته حكم ما تفعله وما يجب عليها فعله، وينبغي للزوج أن يتلطف بزوجته عند أمرها ونهيها، فإن الله عز وجل أمرنا أن ندعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن أولى الناس بذلك الأهل والأقارب ومنهم الزوجة. وراجع الفتويين:1263، 33417. وأطلعها عليهما.
ونذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. ومعنى لا يفرك لا يكره ولا يبغض. رواه مسلم في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة خلقت من ضلع، ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها. رواه البخاري ومسلم، وهذا لفظ مسلم.
وإذا كان العمل يشغلها عن ما تريد منها من تجمل وحسن تبعل، فلماذا لا تطلب منها البقاء في البيت والتفرغ للاهتمام بك وبنفسها، وعلى كل حال فإنا لا ننصح بطلاقها، بل بالاستمرار في نصحها وإرشادها والزواج عليها فهو خير من طلاقها، وقد يجب على الزوج إذا لم يحصل الإعفاف بهذا الزوجة الحالية وخشيت على نفسك الوقوع في الحرام، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم.