الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطوط المغناطيسية والقرآن

السؤال

تأتني شكوك أن المجالات المغناطيسية أتت بشكل وحي على الرسول وأنبأته بالرسالة، وأن الخطوط المغناطيسية ألفت القرآن وأنزلته على الرسول والعياذ بالله، وأنا خائف أن أكون مشركا وكافرا، وخائف من عذاب يوم القيامة، أتستطيع أن تدلني على أدلة تنفي أن المجالات المغناطيسية لا دخل لها، إني خائف، أريد أن أؤمن أن الرسول مرسل من الله حق الإيمان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنوصيك أولا بذكر الله تعالى، والتعوذ من الشيطان، وقراءة القرآن، وخصوصا آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين... وفيما يخص موضوع سؤالك، فإن أقرب شيء يمكنك أن تستدل به على أن القرآن الكريم هو من عند الله وليس من صنع أية جهة أخرى، هو أن هذا الكتاب، على كثرة ما فيه من تنوع المواضيع كالقصص والتشريع والأمثال والعقائد... لم يلاحظ فيه شيء من الاختلاف، بخلاف أي نص من تأليف المخلوق... قال جل من قائل: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {النساء:82}.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فما أعلم أحدا من الخارجين عن الكتاب والسنة من جميع فرسان الكلام والفلسفة إلا ولا بد أن يتناقض، فيحيل ما أوجب نظيره ويوجب ما أحال نظيره، إذ كلامهم من عند غير الله، وقد قال الله تعالى: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

ثم كيف يُتصور -عقلا- أن الخطوط المغناطيسية يمكن أن تؤلف القرآن وتنزله على الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ أليست الخطوط المغناطيسية بنفسها محتاجة إلى من يؤلفها ويركبها حتى تؤدي الدور المنوط بها؟

وعلى أية حال، فإن ما ذكرته عن نفسك من الخوف من الكفر، يفيد أنك -والحمد لله- لست كافرا، وإنما تلك وساوس لا يكاد يخلو منها مؤمن. وقد جاء بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما لو يكون أحدنا حممة (فحمة) أحب إليه من أن يتكلم به، فقال الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. رواه أحمد وأبو داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني