الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد أن تكفل يتيما وتخشى عدم القدرة على الاستمرار

السؤال

سؤالي هو أني ناوية أن أكفل يتيما لكن خايفة من هذه المسؤولية بمعنى أنني إذا قمت بكفالة اليتيم وأنا ليس لدي سوى راتبي ولا أضمن متى أموت أو أتزوج أو يحدث لي شيء وينقطع عن اليتيم مصدر قد اعتمد عليه في معيشته.
فهل من مشورة تفيدني في هذا الأمر مع إني أحب جداً أن أكفل يتيما.و لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

كفالة اليتيم قد رغب فيها الشارع ترغيبا شديدا وجعل فيها أجورا كثيرة. ومن كفل يتيما ثم حدث له موجب تنقطع به تلك الكفالة فلا لوم عليه في ذلك، وهو مأجور بما قدَّم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

إن كفالة اليتيم والإنفاق عليه والاعتناء بأمره كله قد رغب فيها الشرع الحنيف ترغيبا شديدا. قال الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ {البقرة:215}

وقال أيضا: وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ {النساء:36}.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، وأحسبه قال: "كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر". والغالب في اليتيم أن يكون مسكيناً.

وفي البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك". أخرجه الطبراني وصححه الألباني، إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه.

وهذا باب خير فتحه الله، فمن كانت عنده استطاعة، فليبادر إلى فعل هذا الخير.

واعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أنك إذا قمت بهذه المسؤولية تكونين قد سعيت في الحصول على هذه الأجور. وإذا مت أو تزوجت أو حدث لك شيء فإن الله سيرزق اليتيم، ولا ذنب عليك أنت في ذلك؛ لأنه لا كسب لك فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني