السؤال
أسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.. شيخي الفاضل الرسول عليه الصلاة والسلام قال خذوا الولود والودود... ما المقصود بالودود... فأنا بصراحة فتاة مقبلة على الزواج وأنا لا أعرف كيفية التصرف مع الرجل كي أكون ممن قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام.. وبصراحة والله يعلم ما أقول فإنني أخاف إن كنت ودودة بأن يهملني زوجي... ربما كلامي خاطئ ولكن هذا ما أسمعه من النساء.... والله يعلم بأنني أخاف غضبه... وخاصة خطيبي مطلّق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما الحديث الذي تسألين عنه فهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة! الودود الولود العئود لزوجها التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى. رواه الدارقطني والطبراني وحسنه الألباني.
أما المقصود بـ (الودود) فهي التي تتحبب إلى زوجها، جاء في فيض القدير: الودود: بفتح الواو أي المتحببة إلى زوجها.
واعلمي أيتها السائلة أن حق الزوج على زوجته عظيم، وأن طاعتها له في المعروف من أوجب الواجبات، وأنها لن تؤدي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.. والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه. رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني.
وروى أحمد عن الحصين بن محصن: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك. صححه الألباني.
أرأيت كيف عظم النبي صلى الله عليه وسلم حق الزوج على زوجته وكيف حذرها من مخالفته أو مغاضبته، فكيف يأتي بعد ذلك من يقول إن تحبب المرأة إلى زوجها يؤدي إلى إهمالها، وهل هذا الكلام إلا مناقضة ومخالفة لأمر الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، نعم قد يؤدي تحبب المرأة لزوجها إلى إهمال الزوج لها وذلك إذا كان الزوج لئيماً ضعيف الدين سيئ الخلق، وهذا حري ألا يزوَّج ابتداء وألا تبقى معه المرأة إذا تزوجت به ويئست من إصلاحه، فقد حث الإسلام على تزويج صاحب الخلق والدين، كما جاء في الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
يقول ابن رشد في بداية المجتهد: لم يختلف المذهب -يعني المالكي- أن البكر إذا زوجها أبوها من شارب الخمر، وبالجملة من فاسق أن لها أن تمنع نفسها من النكاح، وينظر الحاكم بعد ذلك فيفرق بينهما وكذلك إن زوجها ممن ماله حرام أو ممن هو كثير الحلف بالطلاق.
فاختاري رحمك الله صاحب الدين والخلق زوجاً لك فهو إن أحبك أكرمك وإن كرهك لم يظلمك، وراجعي سمات وصفات الزوجة الصالحة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10561، 1780، 100754.
والله أعلم.