السؤال
تزوجت وأنا عمري 27 سنه كنت إنسانة محترمة جداً ومؤدبة جداً حتى أن إحدى جاراتنا قامت بتسمية مولودتها على اسمي حتى تصبح مثلي وكل جاراتنا بدون مبالغة كانوا يمدحون دائما أمي ويحسدونها على تربيتنا وأدبنا وفهمنا أنا وأخواتي، وتزوجت من إنسان راعيت فيه أنه يصلي ويصوم ومحترم لكنه كان وباء علي فقد اكتشفت أن شخصيته ضعيفة ويتصرف كأنه طفل كل ما يحدث بيني وبينه حتى أسرار العلاقة الزوجية يعرفون بها وفوق كل هذا يحرمني من أهلي ويتحكم بزيارتي لهم ويريدني أن أقعد عن العمل لكي يتحكم بي أكثر، باختصار شديد أكرهه وبعد كل الفضائح التي يفضحني إياها واتهامي بالكذب إذا لم يعجبه حديثي أمام أهله كلهم طلبت الطلاق أكثر من مرة ثم يأتي أهله ويرجعوني مع وعود كثيرة بأنه سوف يتغير ويحبني حتى أنه وصل به الأمر إلى أن يتهمني بشرفي أكثر من مرة ،كل هذا أثر على نفسيتي كثيراً لدرجة أني أصبحت لا أتحدث مع أحد ولا أضحك ولا آكل وأثر ذلك على وضعي الصحي كثيراً فصبرت ولكنه بعد لم ينصلح حاله أصبحت أفكر في الانتقام منه ومن أهله لأنه أكلني لحما ويريد أن يرميني عظما، وصدقا لم أبق عنده سوى لأنتقم منه فهل الانتقام منه حرام بعد أن أساء لي ولأهلي ولشرفي ولكرامتي وكل حياتي معه بالغصب فهو يتلذذ بجرحي وحرماني من أهلي الذين ليس لي غيرهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت عن زوجك من صفات وأفعال إن كانت كذلك فهي تدل على سوء خلقه وضعف دينه، ومن الخطأ الكبير أن يتهمك في شرفك إذا لم يكن له دليل لذلك، علماً بأنه ليس لك أن تضحكي مع الرجال الأجانب وليس لك أن تتكلمي معهم إلا لحاجة وبشرط التقيد بضوابط الشرع، مع أن طلبه منك ترك العمل ليس ظلماً لك وإنما هو حقه ما لم تكوني قد اشترطت عليه في عقد الزواج الاستمرار في العمل، فلا يحق له حينئذ أن يمنعك منه.
أما عن سؤالك فإنه لا يجوز لك أن تبقي معه لغرض الانتقام منه أو من أهله، لأن جميع ما ذكرته -رغم أن البعض منه يعتبر ظلماً- لكنه ليس مجالاً للانتقام، فالانتقام لا يكون إلا فيما يجوز وبقاؤك لهذا الغرض يعتبر ظلماً لنفسك وليس فيه من فائدة، لكن ما دامت المرأة في عصمة زوجها فإن عليها أن تؤدي حق زوجها وقد شرع الخلع للمرأة إذا خافت ألا تؤدي حق زوجها لبغضها له، ولها أن ترفع أمرها للقاضي إن كان عليها ضرر بالبقاء ليكلف الزوج برفع الضرر أو بالطلاق.. لكن ما دامت المرأة في عصمة زوجها فإن عليها أن تؤدي حقه وتحسن عشرته، ومن المعلوم أن حق الزوج على المرأة عظيم.
والذي ننصحك به هو أن تتريثي وتراجعي نفسك وتصارحي زوجك بما ينفرك منه ليتجنبه، ولتعلمي أن التفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم.
ولمعرفة وسائل إصلاح العلاقة بين الزوجين يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 35669..
فإذا لم يتغير زوجك فينبغي أن يتوسط بينكما حكم من أهلك وحكم من أهله، للإصلاح بينكما، فإذا لم تنفع وسائل الإصلاح مع زوجك، فيجوز لك طلب الخلع أو الطلاق.
والله أعلم.