الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في استعمال العطر المشتمل على كحول

السؤال

قرأت في الكثير من الفتاوى لديكم: تحريم العطر الذي يحتوي على كحول وهو العطر البخاخ، ولكنني سألت عن هذا الموضوع فأجابوني بأن هناك أنواع من الكحول ـ كحول طبي - كحول للعطر - كحول خمر، أما الأولان فحلال استعمالهما، وأما الثالث فحرام، فأرجو من حضرتكم تفصيل الكحول المحرم من غيره، لما للموضوع من أهمية كبيرة، حيث إن المشايخ لدينا يضعون من العطر البخاخ ويقولون إنه حلال، كما قال لي أحد الأصدقاء الذي يعمل بالعطر وأرجو أن تجيبوا على سؤالي جواباً شافياً واضحاً كاملاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخمر كما صح عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: هي ما خامر العقل، رواه البخاري في صحيحه.

فكل ما وجدت فيه هذه الصفة من المائعات فهو الكحول الذي يحرم استعماله ويجب اجتنابه ولو في غير الشرب ما دام إذا شرب ـ ولو بكميات كبيرة ـ أوصل إلى حد الإسكار، فاستعمال مثل هذا الكحول في التداوي أو وضعه في العطور ممنوع شرعا، لأنه خمر، والخمر نجسة عند جماهيرأهل العلم، وقد بينا دليل نجاستها في الفتوى رقم: 112455، وأما إذا كان هذا الكحول قد استحال عند تصنيع العطر إلى مادة أخرى بحيث زال عنه اسم الخمر فقد جاز استعماله، كما بينا ذلك في فتاوى كثيرة، وانظر منها الفتويين رقم:56545 ورقم: 104680، وإذا فرض وجود نوع من الكحول ليس ناشئا عن تخمر العصير فاستعماله جائز إذا لم يكن خمرا فإن الأصل في الأشياء الإباحة، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 96991، وما أحيل عليه فيها، واستعمال بعض الشيوخ للكحول الذي هو الخمر باجتهاد أو تقليد سائغ لا يسوغ استعمالها لمن ظهر له دليل المنع من استعمالها أو كان يقلد من يفتي بذلك، وهذا قول الأئمة الأربعة وجماهيرأهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني