الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الأب أن يبين عيوب ولده عند الخطبة

السؤال

هل على الوالد أن يبين عيوب ولده الخلقية أو الدينية إذا تقدم لخطبة فتاة؟أسال هذا السؤال لأن لي ولدا في سن الزواج، ورغم أنه على دين إلا أن فيه أخلاقا سيئة، قد تكون سببا في تعاسة زوجته، وأعظم ذلك أنه شديد العصبية، ولا يملك نفسه عند الغضب، ويثور لأتفه الأسباب. والأسوأ أنه لا يعتذر أبدا عن أخطائه بل تأخذه العزة بالإثم، مما يجعل التعامل معه صعب للغاية حتى معي ومع أمه.وذلك مع أنه يحفظ كتاب الله، ويحافظ على الصلاة في المسجد وهو كثير الصوم. فالله أسال أن يصلح خلقه كما أصلح دينه.وعلى النقيض أخوه دمث الأخلاق، ولين الطبع، سريع الاعتذار، وطلب الصفح ممن أساء إليه. إلا أنه فيه نقائص في الدين أعظمها أنه قد ينسى صلاة وله صحبة سيئة. والله المستعان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإخبار من يجهل حال هذا الولد بحاله عند التقدم لخطبته هو مقتضى النصح للمسلم، فعن جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: بَايَعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. رواه مسلم.

وقد نصّ بعض العلماء على وجوب بيان عيوب الخاطب من غير طلب المشورة، قال الرملي في نهاية المحتاج: وَمَنْ اُسْتُشِيرَ فِي خَاطِبٍ أَوْ نَحْوِ عَالِمٍ لِمَنْ يُرِيدُ الِاجْتِمَاعَ بِهِ أَوْ مُعَامَلَتَهُ هَلْ يَصْلُحُ أَوْ لَا أَوْ لَمْ يُسْتَشَرْ فِي ذَلِكَ كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِالْمَبِيعِ عَيْبًا أَنْ يُخْبِرَ بِهِ مَنْ يُرِيدُ شِرَاءَهُ مُطْلَقًا ....... وجوباً كما في الأذكار والرياض وشرح مسلم كفتاوى القفال وابن الصلاح وابن عبد السلام .

وفي فتوحات الوهاب: ...وروي الحاكم أن أخا لبلال خطب امرأة فقالوا إن يحضر بلال زوجناك فحضر بلال فقال: أنا بلال وهذا أخي وهو امرؤ سيئ الخلق والدين. قال الحاكم صحيح الإسناد.

وينبغي لك مداومة نصح ولدك بمجاهدة نفسه للتخلص من شدة الغضب والتخلق بالأخلاق الحسنة، كما ينبغي نصح ولدك الآخر بالمحافظة على الصلاة والبعد عن رفقاء السوء والحرص على مصاحبة الصالحين، وينبغي أن تكثر من الدعاء لهما، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني