الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الدعاء في المنتديات وقول (اتبرع ولو بدعوتين)

السؤال

وجدت صورة فى توقيع شخص في منتدى من المنتديات، واريد أن أعرف مدى صحتها ومضمونها
" أنا بذاكر .... أدعيلى شكراً، دعوة واحدة مش كفاية ... اتبرع ولو بدعوتين "
أليست نوعاً من الاعتداء فى الدعاء، إذ كيف يعرف أن دعوة شخص ليست بكافية هذا دخول في علم الغيب أليس كذلك ؟
وموضوع اتبرع ولو بدعوتين أرى فيه نوعا من الاستهزاء والعياذ بالله أليس كذلك؟؟ علماً بأنها ليست فقط صورة، ولكنا جروب كامل على أحد المواقع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه العبارة محل السؤال ليست من الدعاء أصلا، وإنما هي طلب للدعاء من الآخرين، وعلى ذلك فلا يتأتى وصفها بأنها اعتداء في الدعاء، وقد سبق لنا بيان معنى الاعتداء في الدعاء في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 23425، 58303، 111332، 31019.

ثم إن هذه العبارة ليس فيها ما يفهم منه التدخل في علم الغيب، إذ ليس معنى طلب تكرار الدعاء أن الدعاء مرة واحدة لا يقبل، وإنما معناه الاستكثار من الخير، أو هو من باب الإلحاح في الطلب، وقريب من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يُسمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتى سلم ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أسمعك؛ أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة .. رواه أحمد، وصححه الألباني والأرنوؤط.

وكذلك ليس في العبارة المذكورة استهزاء بشعيرة الدعاء، ومبعثها ـ على ما يظهر ـ إنما هو زيادة الحرص وعظم الرغبة.

وهذا لا حرج فيه، وإن كان خلاف الأولى، وقد سبق لنا تفصيل حكم طلب الدعاء من الآخرين في الفتوى رقم: 18397.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني