الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التلفظ بهذه العبارات

السؤال

أرجو أن تفتوني في هذه المقاطع من الأنشودة :
أحلى حياة أن في قلبك دينك وملايكة وجنة محوطينك * عايش كل الناس شايفينك حاسدينك على حب الله.الإشكال هنا : ملايكة وجنة محوطينك وهو يقصد في الدنيا ، هل هذا جائز ؟وكذلك حاسدينك على حب الله ؟يقول أيضا : الدين والدنيا شيء واحد ؟وكذلك : أنت وبس في إيدك حلك. ما الحكم في قوله : أنت وبس ؟ويقول عن العبد المطيع : حقو الدنيا ما تبقاش سايعاه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعبارات المسئول عنها ظاهرة في كون ذلك في الدنيا، وعلى ذلك فالمراد جنة الدنيا وليست جنة الآخرة، وجنة الدنيا هي التنعم بطاعة الله والتقرب إليه والأنس بذكره، والرضا بقضائه، وقد سبق إيضاح هذا المعنى في الفتوى رقم: 21809. وعلى ذلك تحمل أيضا العبارة الأخيرة في السؤال.

وأما قرب الملائكة من المؤمن التقي في الدنيا فلا إشكال فيه. وكذلك الحسد المذكور؛ فإن معناه الغبطة، وراجعي في تفصيل ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 69950، 40768، 80430.

وأما مقولة (الدين والدنيا شيء واحد) فالذي يظهر لنا أن المراد بها أن ما يصلحهما معا هو في الحقيقة شيء واحد، وهو الاستقامة على طاعة الله.

أو أن يكون المراد أن الله تعالى هو مالكهما فهو الذي يحكم فيهما جميعا.

وأما مقولة: (أنت وبس .. ) فإن كان المراد بها أن الإنسان هو وحده الذي يختار طريقه ويتحمل مسئولية هذا الاختيار من دون سائر البشر، حيث وهبه الله عقلا وجعل له إرادة ومكنه من الاختيار وهداه النجدين ـ فهذا معنى صحيح من حيث الجملة، وإن كان لا بد من التنبه إلى أن الهداية بيد الله تعالى، فهو الذي يهدي من يشاء رحمة منه وفضلا، ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا.

وختاما ننبه على أنه لا حرج في سماع الأناشيد ما لم تتضمن حراما في ألفاظها، أو بمصاحبتها لآلات اللهو، ولم يكن فيها تشبه بأهل الفسق والفجور. وتكون بحيث لا تتخذ بديلا عن كتاب الله، أو يشغل العبد بها وقته كله، أو تكون عادة له. وقد سبق لنا التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 129744وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني