الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: (عليك غضبي وسخطي)

السؤال

هل يجوز قول كلمة عليك غضبي وسخطي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أنه لا حرج في هذا القول إذا كان قصد السائل التحرج من وصف المخلوق ببعض صفات الله تعالى التي جاءت في نصوص الوحي كالغضب والرضا.. فإن صفات الله تعالى منها ما هو مشترك بينه وبين المخلوق، ومن هذه الصفات صفة الغضب والسخط والرضا.. ولكن شتان ما بين صفة الخالق والمخلوق، وكما قال الإمام الطحاوي: واللهُ يَغْضَبُ وَيَرْضَى لاَ كَأحَدٍ مِنَ الوَرَى. ولذلك لا مانع من القول المذكور إذا كان الإشكال فيه ما ذكرنا.

وإذا كان القصد منه مجرد إخبار الشخص المتكلم لمن يخاطبه أنه غضبان عليه، وهو ما يظهر من اللفظ المذكور لأنه فعل كذا أو قال كذا فلا نظن أن السائل الكريم يستشكل مجرد إخباره عن حاله، وأنه غضبان أو ساخط على المخاطب أو غير راض عنه..

وإذا كان القصد منه الدعاء على المخاطب بأن يكون عليه غضب المتكلم ويترتب على ذلك عقابه أو الانتقام منه والاعتداء عليه بظلم فإنه لا يجوز إذا كان بغير حق شرعي.

وإذا كان قصد السائل غير ما ذكر فنرجو منه بيانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني