الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقولة (يا سيل أترك أمي وخذني)

السؤال

ما حكم قول هذه العبارة: يا سيل أترك أمي وخذني؟ وجدتها في توقيع في إحدى المنتديات ويقصد بها سيول جدة كان الله في عونهم، وسؤالي: هل تعتبر الجملة خاطرة ولا يقصد بها الدعاء؟ وهل يجوز قولها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعافي المبتلين من المسلمين، وأما إطلاق هذه العبارة فإنه غير جائز، لما فيها من مخاطبة السيل بما يوهم اعتقاد أنه يفعل بمشيئته واختياره والواقع أنه مدبر مسخر بأمر الله تعالى يفعل ما أمر بفعله، فالسيل لا يملك ضراً ولا نفعاً، وإنما النافع الضار هو الله سبحانه فلا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو، كما أن في ذلك دعاء على النفس وتمنياً لهلكتها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيه عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.

والذي ينبغي للعبد أن يسأل الله العافية لنفسه ولمن يحب ولعموم المسلمين، فإن فضل الله عظيم ورحمته تعالى قد وسعت كل شيء، وقد روى أحمد في مسنده والترمذي وصححه عن العباس ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت يا رسول الله علمني شيئاً اسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية ـ فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال: لي يا عباس يا عم رسول الله سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني