الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم راتب من أوقفه المدير عن العمل

السؤال

لي أخ يعمل في شركة وقد أوقفه مدير الموارد البشرية عن العمل منذ ما يقارب السنة لمشاكل مالية وديون عليه أدت لكثرة المطالبات المقدمة عليه إلى مقر عمله، ولكنه لم يفصله وراتبه مستمر طوال هذه الفترة بعلم مدير الموارد البشرية حيث إنه لا يريد فصله، وإنما يريد تأديبه وإعادته لممارسة عمله بعد أن يقوم بحل مشاكله، وسؤالي هو: هل هذا الراتب الذي يستلمه أخي حلال؟ وهل يجوز لي الأخذ منه في حال حاجتي، حيث إنه يعطيني ولا يرد لي طلباً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام المدير قد أوقفه عن العمل دون أن يفصله منه وأبقاه على رأس عمله وصرف إليه راتبه فلا حرج عليه في الانتفاع به لعلم المسؤول بذلك، ولأن الأجير الخاص يستحق أجرته بمجرد التمكين من المنافع ولو لم تستوف فعلا، والعامل لدى الدولة أو الشركة ونحوها يعتبر أجيرا خاصا، والأجير الخاص إذا سلم نفسه للمستأجر ولم يمتنع عن العمل استحق الأجرة كاملة سواء وُجد عمل، أو لم يوجد، قال الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق: الأجير الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل. انتهى.

وجاء في الموسوعة الفقهية: وإذا استوفى المستأجر المنافع, أو مضت المدة, ولا حاجز له عن الانتفاع استقر الأجر, لأنه قبض المعقود عليه, فاستقر البدل, أو لأن المنافع تلفت باختياره. انتهى.

وبالتالي، فلا حرج عليه في الانتفاع بالراتب، ولا حرج عليك في قبول ما يعطيك إياه منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني