الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحدث عن قضاء النبي صلى الله عليه وسلم حاجته فقال أكرمكم الله فهل عليه حرج

السؤال

كنت أتكلم مع ناس وأشرح في موقف من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت لهم: وكان الرسول صلى الله عليه وسلم - أكرمكم الله - إذا تغوط أو تبول........إلخ، ثم هالني الأمر وأصابني الخوف أن أقول أكرمكم الله على فعل من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل ما فعلته يجوز أني قلت أكرمكم الله على فعل من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم أم أني مخطئ؟ وإن كنت مخطئا فما الصحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقول: أكرمكم الله في مثل الحديث عن هذا الأمر جائز مع أنه لم يعهد عن السلف قوله، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويذكر الغائط والبول، ولا يقول للسامعين: أكرمكم الله.

ففي الحديث عن صفوان بن عسال قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم. رواه الترمذي وصححه.

ولا يعد من التنقص للنبي صلى الله عليه وسلم قول هذه العبارة عند الحديث عنه صلى الله عليه وسلم؛ لأنها عبارة تعودها بعض الناس عند ذكر النجاسات ومحالّها كالحمام أو ذكر بعض الحيوانات كالحمار والكلب.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن ذلك، فقال: لا بأس به لأنه من العادات المألوفة التي تنم عن تأدب من المتكلم، ولكن لو تركها لكان أحسن فيما أرى؛ وذلك لأن السلف الصالح يذكرون مثل هذه الأشياء ولا يقولون للمخاطب: أعزك الله أو أكرمك الله. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني