السؤال
ما حكم قول: ودي والهوى ضدي، وصلّي صلاةً بقدر ربك، أو اعبد إلها على قدر صلاتك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود من قولك: ودي والهوى ضدي ـ أي أنني أريد أمرا, والهوى يريد أمرا آخر بخلاف ما أريد فهذا القول مباح إن كان مطابقا للواقع وإلا كان كذبا, وهذا يقع للإنسان, فالمؤمن يريد أن يطيع الله ويطيع رسوله صلى الله عليه وسلم, وهوى نفسه قد يريد منه خلاف ذلك, فإن قهر هواه كان ممن قال الله فيهم: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات: 40 ـ 41}.
وأما قول: صل صلاة بقدر إلخ ـ فالجملة الأولى فيها حث على إقامة الصلاة إقامة تليق بقدر الله تعالى، وهذا لا حرج فيه, وأما الجملة الثانية فقد قالها ابن القيم ـ رحمه الله ـ في بدائع الفوائد بلفظ: إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك، وإما أن تتخذ معبودا يليق بصلاتك.
ومراده فيها ـ رحمه الله ـ الزجر والتعنيف لمن يصلي صلاة لا يحضر فيها قلبه ويقف الموقف اللائق بمناجاة ربه، وليس المراد الأمر باتخاذ معبود آخر ـ كما هو ظاهر العبارة ـ فهذا غير مراد مطلقا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني