الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم القول عن شيء بأن ضرره أكبر من نفعه

السؤال

شيخي الفاضل قلت في نفسي ذات مرة عن بعض الأدوية الحديثة أنها ضررها أكبر من نفعها، ثم بعدها بقليل أنكرت على نفسي ذلك الاعتقاد؛ لأني تذكرت أن الله تعالى وحده بيده النفع والضر. فهل ما قلته في نفسي واعتقدته شرك والعياذ بالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقول بأن ضرر الشيء أكبر من نفعه لا حرج فيه، ولا يعني أن ذلك الشيء ينفع أو يضر بذاته من غير تقدير الله، ولا أنه خالق الضر والنفع، وقد قال الله في الخمر والميسر: وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا {البقرة:219 }

أي المفاسد التي تنشأ منهما أعظم من المنافع المتوقعة فيهما، وقال تعالى عمن يدعو من دون الله: يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ {الحج:13}

أي ضرره في الدنيا قبل الآخرة أقرب من نفعه فيها، وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن، و في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يأتي أهله ويقول: بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا } فَرُزِقَا وَلَدًا قال : لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ. ولا يعني أن الشيطان يضر بغير قدر الله أو أنه خالق الضر .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني