الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جعل الشخص ثواب صدقته هبة لغيره

السؤال

هل يجوز للشخص بعد ما تعود أن يخرج صدقة من راتبه الشهري، ومضى عليه وقت على فعل ذلك أن يغير نية تلك الصدقة، على أن يخرجها صدقة عن والديه وجدته وجده أي الأقرباء منهم، وبعضهم قد توفي، مع العلم أن المبلغ يبقى مثل ما هو بدون نقص ولا زيادة، وإنما فقط يغير النية؟ أم أن هذا يعتبر نوعا من التحايل على الله تعالى والعياذ بالله؟ أرجو أن تدلونا على الطريق الصواب على سبيل المثال إذا كان شخص يتصدق أي يخرج من راتبه كل شهر مبلغا، ثم قال في نفسه لماذا لا أنوي بهذا المبلغ صدقة عن عدة أشخاص وسماهم بأسمائهم مع بقاء نفس المبلغ دون نقص ولا زيادة، فهل هذا تحايل على الله؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فليس على هذا الشخص حرج في أن يهب ثواب صدقته التي تعود إخراجها من ماله لمن شاء هبته له، وليس ذلك تحايلا على الله تعالى، فإن هذه الصدقة إذا لم تكن منذورة لم يلزم إخراجها أصلا، وإذا جاز له إمساكها وترك إخراجها فجواز إخراجها مع هبة الثواب لغيره أولى، ولكن الأولى والأفضل أن يجعل ثواب هذه الصدقة لنفسه حرصا على إدامة ما تعوده من الخير، فإن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل، ثم إن في هبة الثواب للأحياء خلافا انظر لتفصيله الفتوى رقم: 127127.

وأما هبة ثواب الصدقة للأموات: فهي جائزة بلا خلاف، وإن كان الأولى للشخص أن يجعل ثواب صدقته لنفسه، وأن يكثر من الدعاء والاستغفار لميته، لأنه يأتي عليه يوم يكون أحوج شيء إلى ثواب عمله، وانظر الفتوى رقم: 112409.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني