الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجو توضيح حكم قول: (لا تجعلني أسبّّ لك الدين)، أو (ما تكفّرينيش) ـ أي تجعليني أكفر والعياذ بالله؟ وتقال هذه الجمل عند الغضب أو الاستفزاز ولا تقصد بمعناها الحرفي، وما حكم القول على الممثلين كنوع من الاستهزاء بعدم اتعاظهم بموت من حولهم: (هؤلاء حتى لو هم الذين ماتوا لن ينتهوا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الأقوال محرمة لا تجوز، فإن التهديد بفعل المعصية غير جائز فكيف إذا كان التهديد بالكفر؟ وانظري الفتوى رقم: 79936.

ولا ينبغي التهاون في هذه الأقوال بحجة عدم القصد لمعانيها، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ. رواه البخاري.

وأما الحكم على بعض الناس بأنهم لن يتوبوا فذلك غير جائز، فإن علم ذلك عند الله وحده، فالحكم بمنع توبة هؤلاء فيه تألٍ على الله، وفي الحديث الذي رواه مسلم أن رجلا قال: والله لايغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني