الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف ممن يقول هذا الشخص نبي الله في أرضه

السؤال

ما حكم من يقول عن فلان من الناس في عصرنا الحالي إن هذا الشخص نبي الله في الأرض؟ و ما موقفي أنا في الشرع إن سكت عنه؟ علماً بأن هذا الشخص مسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز القول بأن شخصا ما من الموجودين على الارض في عصرنا الحالي نبي لأنه محض افتراء وكذب على الله تعالى .

فلا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم أو اعتقدها في غيره فهو كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة بإجماع المسلمين، لأن نصوص الوحي متواترة على أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم،
كما قال تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) [الأحزاب:40]
وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : " فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون "
وفي صحيح مسلم أيضا " إن لي أسماءً، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد " وفي رواية " والعاقب الذي ليس بعده نبي "
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .
إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقد أجمع المسلمون على ذلك، فمن ادعى النبوة أو اعتقدها في غيره فهو كافر مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) قال: فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، ... وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة. انتهى

وإذا علم ذلك فلا يجوز السكوت على هذا، بل الواجب نصح من يقول هذا الكلام وتخويفه من عقاب الله تعالى ، فإن استجاب ورجع إلى الحق فهذا ما نرجوه .
وإن استمر في غيه، فيجب أن يعلم أنه كافر مرتد عن الإسلام ، ويجب هجره ومقاطعته حتى يعود إلى دينه .
وقد قاتل الصحابة رضي الله عنهم من ادعى النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وسجاح وقاتلوا معهم من صدقهم في ادعاء ذلك واعتقد نبوتهم لارتداد الجميع .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني