الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموسيقى حرام وإن لم يصحبها غناء محرم أو خمر أو زنا

السؤال

أعلم أن الكثير قد أفتوا بحرمة الموسيقى، ولكنني قد سمعت من يقول في شرح الحديث المشهور أن هناك من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف أي أن المقصود هو سماع الموسيقى بصحبة الغناء المحرم والزنا وشرب الخمر، كما سمعت كذلك أن الليث كان يدخل على الأوزاعي ويرى عنده الطنبور وهو من آلات العزف ولا يكلمه، وسؤالي: أحب سماع الموسيقى الخالية من الغناء أو اللهو وهي الموسيقى الهادئة والتي يطلق عليها ـ سلو ـ فهل يجوز لي هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم حكم الموسيقى في الفتوى رقم: 66001.

وحكى جماعة من أهل العلم الإجماع على تحريم استماع المعازف، منهم الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب وابن القيم وابن حجر الهيتمي.

وأما الزعم المذكور: فهو مردود لا برهان عليه، فالموسيقى تحرم مستقلة وهي مع مجالس الخمر والفجور أشد تحريما لما علم من تأثيرها في النفوس في مثل هذه المجالس فتزيدها مجونا وفجورا، ومما يدل على تحريم الموسيقى مستقلة أن الهيتمي كما هو شأن غيره من العلماء بوب بابا مستقلا في الكبائر فقال في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون والخمسون والحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماع، وزمر بمزمار واستماعه، وضرب بكوبة واستماعه.

ونقل عن القرطبي أنه قال: أما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسق، ومهيج الشهوات والفساد والمجون وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه. اهـ

فهولاء العلماء يذكرون تحريم المعازف مستدلين بالحديث الذي أشار اليه السائل، ولا يربطون التحريم بكونها في مجلس لهو أو خمر وزنا، بل ينصون على أنها حرام برأسها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني