الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الكف عن ذكر الموتى بسوء حيث لا مصلحة في ذلك

السؤال

توفي صديقي رحمة الله عليه في إحدى الدول التي ينتشر فيها الفساد في حادث سيارة، ولم تكن زوجته تعلم بأنه سافر لها إلا حينما توفي، وعندما كان صديقي فى تلك البلاد كان يخبرني بما يفعله من فواحش هناك، وعند وفاته وانكشاف أمر سفره علمت زوجته بأنه سافر هناك، وأصبحت تسألني وهى مصرة وفي حالة نفسية سيئة عن ماذا كان يفعل هناك لأنه أقرب صديق لي، ولكنى لزمت الصمت. وأنا في حيرة من أمري هل أقوم بإخبارها بما كان يفعل هناك أم لا ؟ وهل هذا نميمة ؟
وإذا كان لا يجوز هل أقوم بالتلميح لها بأنه ربما قد ذهب هناك ليتزوج من امرأة أخرى، حيث إنه كان يدخل أحد مواقع الزواج ليواعد الفتيات في تلك البلاد، ويقوم بإعطائهن رقم هاتفه، ولدي صفحة الاشتراك الخاصه به مع الرقم السري وجميع الرسائل التى يقوم بإرسالها للفتيات، وأفكر أن أجعل زوجته تشاهد تلك الرسائل.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن من مات يجب الكف عنه وعدم ذكر مساوئه، ولا يجوز ذكره إلا بالخير كالترحم عليه ونحوه، إلا أن تكون هنالك مصلحة راجحة كما بينا بالفتوى رقم: 73859.

وأي مصلحة لهذه المرأة في أن تعرف ما كان زوجها يفعل من الفواحش قبل موته، أو باطلاعها على مراسلاته للفتيات - إن كان فعلا يقوم بذلك - وكذلك لا مصلحة لها في أن تعلم أنه كان يسعى في البحث عن امرأة أخرى يتزوجها، بل قد يكون في ذلك ضرر محض عليها، فأعرض عن ذكر ذلك تصريحا أو تلميحا، فاستر عليه، ولا تخبرها هي ولا غيرها بشيء من ذلك، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 106114.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني