الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول القائل: اللهم إن هذا ليس عهدك بأوليائك

السؤال

لي ابن مريض بالسكري، وكما هو معلوم لديكم أنه يتم حجزه في المستشفي أسبوعا كل فترة، وهذا مكلف ولا يوجد معي مال فقلت كلمة على باب المشفى: اللهم إن هذا ليس عهدا بأوليائك ـ مع اعترافي أنني من أصحاب الذنوب، ولم يحجز في هذه المرة بفضل الله، فهل ما قلته كلمة تسخط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يكن ينبغي لك أن تطلق هذه العبارة، لما تنطوي عليه من الإشعار بالعجب والإدلال بالعمل، فالعبد مهما أصابته المصائب فليعلم أنها بذنوبه وتقصيره وتفريطه في جنب ربه تبارك وتعالى، فليتضرع لربه معترفا بظلمه وتقصيره قائلا ما قاله نبي الله يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ فهذا خير للعبد وأحمد عاقبة، وما دخل العبد على ربه من باب هو أوسع من باب الذل والانكسار له سبحانه، وقد توحي هذه العبارة كذلك باستبطاء الفرج، وكمال الإيمان يقتضي التسليم لأمر الله والرضا بحكمه، فلا ينبغي لك أن تطلق أمثال هذه العبارات، والزم باب التضرع والذل والانكسار لله تعالى معترفا بذنبك عالما أنه لو لم يتفضل ويرحم لهلك العبد وخسر خسرانا لا فوز معه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني