الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجزئ إنكار المنكر بالقلب لمن يقدر على إنكاره باليد أو اللسان

السؤال

هذا سؤال ضروري جدا وأتمنى الإجابة بأسرع وقت: أختي الأصغر مني بسنة ـ 19 سنة ـ تتحدث مع شاب على التلفون يدرس في نفس جامعتها، وينوي خطبتها بعد أن يتخرج وأنا أعلم بذلك، وكثيرا ما تحدثت إليها أن تقطع هذه العلاقة إلا أنها تترجاني أن لا أمنعها من ذلك. مع العلم أن بإمكاني أن أمنعها من محادثته، إلا أنني في كل مرة أحاول منعها أشفق عليها، لأنها متعلقة به جدا، فقلت لها: حدثيه كما تريدين وأنا أشهد الله أني بريئة من فعلك هذا، ويا رب اشهد أنني أنذرتها وهي تعرف أن هذا معصية ولم تتركه، والسؤال الآن: هل أمنعها من التحدث إليه حتى لو كان ذلك قاسيا علي وعليها؟ أم أتركها تفعل ما تشاء وأنا بريئة من فعلها وأنكره بقلبي؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أختك تقوم بما ذكرت من محادثة هذا الشاب فهذا منها خطأ وإثم وسبيل إلى الفتنة، فالإنكار عليها واجب، وهو يكون باليد واللسان والقلب، والإنكار باليد يكون في حق من له سلطان على فاعل المنكر، فإن كنت قادرة على منعها منه من غير أن يترتب على ذلك ضرر أعظم فافعلي، ولا يجزيء الإنكار بالقلب مع إمكان الإنكار باليد أو اللسان، وراجعي الفتوى رقم: 150079.

وما ذكرت من الشفقة عليها لتعلقها به فهذه الشفقة في غير محلها، والحق أن تشفقي عليها أن تضيع دينها وعرضها، وإذا كان هذا الشاب يريد الزواج منها فليأت الأمر من بابه فيخطبها ويتزوج منها، وإلا فلينصرف عنها ولتنصرف عنه حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني