الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول عبارة: وربّي مثل خِلّي ما يخَلّى

السؤال

حكم قول العبارات التالية:
_ وربّي مثل خِلّي ما يخَلّى
_ ومقدر أعيش من دونك وماشابهها من العبارات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العبارة الأولى إن كان معناها أنه يحلف بالله أن مثل خليله ما يُترك. فهذا لا حرج فيه إن كانت الخلة مشروعة مثل الخلة مع أهل الصلاح والاستقامة على الطاعة، فإن الخلة في الله والتحابب عبادة عظيمة يحب الله أهلها، ويظلهم في ظل عرشه يوم القيامة، كما في حديث الصحيحين: سبعة يظلهم الله في ظله... وذكر منهم: ورجلان تحابا في الله. وفي الحديث القدسي: وجبت محبتي للمتحابين في... رواه الإمام مالك في الموطأ.

ومن فوائدها استفادة الخليل من خليله فيتأثر به في الخير.

وأما إذا كان الخليل غير مطيع ولا مستقيم فينبغي تركه، فإن الله تعالى خلق الإنسان مدنيا بطبعه، يميل لمخالطة الناس ومجالستهم، ويتأثر بهم ويؤثر فيهم، فالطبع لص والصاحب ساحب، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتحرى في اختيار الصحبة، ونهانا صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني.

قال المناوي في فيض القدير: خَلِيلِهِ أي صاحبه. أي فليتأمل أحدكم بعين بصيرته إلى امرئ يريد صداقته، فمن رضي دينه وخلقه صادقه وإلا تجنبه. اهـ.

وإذا كانت هذه الخلة حصلت بين رجل وامرأة فهما آثمان، وعليهما قطعها، وليسعيا إلى الزواج إن كان ذلك ممكنا؛ لما في حديث ابن ماجه: لم ير للمتحابين مثل النكاح. فإن لم يمكن الزواج فلا سبيل إلى بقاء هذه العلاقة، وراجع في علاج العشق الفتوى رقم:9360

وأما العبارة الثانية ففيها مبالغة زائدة ، وقد شهد الحس بكذبها فكم من حبيب فقد حبيه ويتيم توفي أبوه وأرملة توفي زوجها وأمكنهم العيش .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني