الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصدقي بما لا يضر بك أو بمن تلزمك نفقته

السؤال

أنفق ما أملك وراتبي على الصدقات وكفالة الأيتام وشراء الكتب والنشرات الدينية وتوزيعها، وسؤالي: هل إذا جمعت المال للمستقبل يكره ذلك؟ قرشك الأبيض ليومك الأسود ـ فسيدنا أبو بكر الصديق عندما تصدق بكل ما يملك وقال إن له الله والرسول، وأنا أرغب بأن أعمل مثله، أصرف كل ما لدي وأتصدق براتبي أولا بأول لأنني في المستقبل لا أضمن نفسي، وأريد ما يفيدني لآخرتي، وإن أحياني الله للمستقبل فإن لي الله، في داخلي وفي نفسي أبكي لأنه لا مال كاف لدي لأبني المساجد وأكفل أيتاما كثيرين، لكن ها أنا أصرف ما هو معي، وأدعو الله أن يبارك لي بمالي وبمال كل المسلمين لننفق في سبيله، ولنرى فرحة الأيتام والفقراء، ففي شبابي أستطيع التصرف بما يأتيني من مال يعني فرصة قبل أن أكبر في السن ولا أجد ما أستطيع التبرع به، فما رأي فضيلتكم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على الخير ورغبتك فيه، ونسأله تعالى أن يكتب لك بنيتك من الأجر ما لم تدركيه بعملك، ثم اعلمي أنك مهما أنفقت من مالك ابتغاء وجه الله تعالى فإنه ترجى لك المثوبة بذلك ما لم يضر ذلك بك أو بمن تلزمك نفقته، ويرجى أن يخلف الله عليك عوض ما أنفقت، كما قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ:39}.

وأما الادخار للمستقبل: فهو جائز، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخر لأهله قوت سنة، وانظري الفتوى رقم: 115101.

وأما الصدقة بجميع المال فحكمها مبين في الفتوى رقم: 114410.

وانظري للفائدة حول الحال التي تستحب فيها الصدقة والتي لا تستحب فيها الفتوى رقم: 178113.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني