السؤال
هل يجوز التصدق عن مسيحي أو شخص من أهل الكتاب كنت قد ظلمته ويتعذر علي الاعتذار له ويصعب علي ذلك؟.
هل يجوز التصدق عن مسيحي أو شخص من أهل الكتاب كنت قد ظلمته ويتعذر علي الاعتذار له ويصعب علي ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم عند المسلم أن الظلم من المحرمات الكبيرة، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.. الحديث رواه مسلم.
وعلى من صدر منه ظلم أن يبادر أولا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ولو كان الظلم لكافر، ولذلك فإن كانت مظلمة هذا النصراني مالية، فالواجب عليك ردها إليه ولو بطريق خفي أو غير مباشر إن كان حيا، أو إلى ورثته إن كان ميتا، ولا يصح أن تتصدق بها عنه ولو كان مسلما، فقد روى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. حسنه الأناؤوط.
فالصدقة عن صاحب الحق المسلم لا يجوز اللجوء إليها إلا عند تعذر الوصول إليه أو إلى ورثته بعد بذل الوسع في ذلك وأما الصدقة عن الكافر فلا تصح، لأنه لا يصله ثوابها لوجود ما يمنع وصولها إليه وهو الكفر، فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه: أن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ أراد أن يعتق عن أبيه خمسين رقبة، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يعتق عن كافر.
ولو كان مسلما فأعتقت عنه أو تصدقت أو حججت بلغه ذلك، هذا إذا كانت المظلمة مالية، أما إذا كانت المظلمة في عرضه فعليك أن تستسمحه وتسترضيه إن كان قد علم بذلك، وإذا لم يكن قد علم به فالأولى أن تطلب منه المسامحة بوجه عام، ولا تذكر له أنك وقعت في عرضه. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 23256.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني