الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تطهير الملابس من المذي

السؤال

السؤال الأول: تعلمون حال الناس في استعمال الملابس اليوم, وأن الكثيرين يرتدون في الغالب ملابس داخلية تكون ملامسة للعورات المغلظة, ثم يرتدون فوقها الملابس التي يظهرون بها للناس, وسؤالي هو: كثيرًا ما يصيبني المذي لأنني أعزب, وكثيرًا ما أقوم برش الملابس الداخلية بالماء, ولكني محتار: هل أقوم برش الجزء الداخلي الملامس للملابس الداخلية من تلك الملابس الخارجية أم لا؟ وما هو الضابط في ذلك؟ أي: متى أقوم بغسل الجزء الملامس من الملابس الخارجية للملابس الداخلية؟ ومتى لا أقوم بغسله؟ خصوصًا أنني كثيرًا ما أجد المذي بكميات كبيرة, وماذا إذا سقطت قطرة من البول على تلك الملابس الداخلية, وكانت هذه الأخيرة ملامسة للجزء الداخلي من الملابس الخارجية؟ فهل أقوم بغسل الاثنين أم بغسل الداخلية؟ وما الضابط والقاعدة في ذلك؟
السؤال الثاني: منذ فترة طويلة أعطيت عهد الله وميثاقه لجماعة من الجماعات الإسلامية العاملة, ولكني بعد فترة شعرت بأنني تسرعت في قرار مثل هذا القرار, بالإضافة إلى بعض التصرفات والسلوكيات التي صدرت من بعض قياداتها أيضًا, والمتمثلة في سخريتها مني والضحك عليّ, وهذه الأخيرة حاولت أن أتناساها وأن أتجاوزها, ولكني ما استطعت, وأحمل عليهم في صدري الكثير بسبب هذه الحادثة وغيرها؛ وبالتالي لا أريد الاستمرار معهم, فهل هناك شيء يمكن أن يجعلني في حل من العهد الذي أعطيته لهم أمام الله في الدنيا والآخرة؟ خصوصًا وأني كنت قليل الوعي - وإن كنت بالغًا حينها - ومندفعًا بعض الشيء, ومثاليًا لحد كبير, بالإضافة إلى أنني أشعر أنني كنت حينها تحت ضغط من قبل بعض من دعوني ليسجل فعلي - انضمامي بعهد وميثاق - في سجل إنجازاتهم الشخصية, أي: أن المسألة كان فيها عدة حيثيات, ولم تكن باختياري التام وأريحيتي التامة التي أتحمل أنا مسؤوليتها, بالإضافة إلى ما جرى منهم مما رويته لكم قبل قليل؛ مما أوغر صدري عليهم, وصرت منذ فترة لا أريد أن ألقى أحدًا منهم على الإطلاق, ولا أريد أن أتحدث معهم في أي شيء, فهل هناك شيء أفعله وأكون به في حل تام من هذا الذي تم بيني وبينهم؟ لأني لا أريد أن ألقى الله وأنا غادر أو غير موف بعهد أعطيته, وما الضابط في هذه المسألة بشكل عام؟
أرجو أن تكون الإجابة وافية وشاملة, وجزاكم الله خيرًا, وبارك فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما سألت عنه من أمر المذي فالحكم فيه واضح، فمهما تحققت خروج المذي يقينًا قاطعًا لا يزحزحه الشك وجب عليك بذلك غسل ما أصاب الذكرَ والأنثيين منه، ثم الوضوء.

وأما الملابس التي مسها المذي - داخلية كانت, أو خارجية - فيكفي نضحها بالماء، ومن غسلها احتياطًا فهو حسن.

أما ما شككت فيه من الملابس أو البدن هل مسه المذي أم لا؟: فلا يجب عليك بمجرد الشك شيء، كما لا يجب عليك شيء إذا شككت في خروج المذي أصلًا؛ لأن الأصل عدم الخروج، وراجع الفتوى رقم: 145107 وما أحيل عليه فيها.

ومثل المذي البول, فما لم تتحقق خروجه فلا يلزمك شيء بمجرد الشك، فإذا تحققت خروجه وجب عليك الوضوء وغسل ما أصابه النجس يقينًا من بدنك وثوبك.

وأما ما سألت عنه من أمر الملابس الخارجية وملامستها للداخلية: فقد بسطنا القول في انتقال النجاسة من جسم إلى جسم وأحوال ذلك وضابطه في الفتوى رقم: 117811 فراجعها, لكنه مع الشك في انتقال النجاسة لا يحكم بانتقالها؛ لأن الأصل الطهارة, فتستصحب, ولا ينتقل عنها إلا بيقين، فما لم تتيقن ملامسة الموضع المتنجس للطاهر وهو مبتل فلا تنتقل النجاسة، وانظر الفتوى رقم: 36542.

أما ما سألت عنه من شأن عهدك مع الله وميثاقك فنقول: إن شأن العهد والميثاق عند الله عظيم، فإذا كنت قد واثقت هذه الجماعة على شيء من أمر الطاعة والمعروف, فلا ينبغي لك أن تخل بعهدك, أو تتهاون به، وما تعللت به لا نراه يكفي سببًا، ومن قال: أعاهد الله على كذا, هل هو يمين أم لا؟ فيه تفصيل راجعه في الفتوى رقم: 29746, وراجع لمزيد فائدة الفتويين التاليتين:69381 98421.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني