الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذا السلوك جمع بين الغيبة والنميمة

السؤال

زوجة أخي تسيء إلى أهلي, وتحرض أخي علينا, وأنا أخبر أختي بكل أفعالها, وأقول لها: إن زوجة أخي محرضة, سيئة الأخلاق, كسولة, وكذا.. وكذا.. فهل تسمى غيبة؟ وهل هي من كبائر الذنوب؟
جعل الله ثوابكم الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فذكرك لمعائب زوجة أخيك هذه, وتحريض أختك عليها اجتمعت فيه الغيبة والنميمة معًا؛ لأنه ذكر للمعائب في الغَيْبة على وجه الإفساد, فهو كبيرة من الكبائر.

قال الذهبي في كتاب الكبائر: فكل من حرش بين اثنين من بني آدم, ونقل بينهما ما يؤذي أحدهما فهو نمام من حزب الشيطان من أشر الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: شراركم المشاؤون بالنميمة, المفسدون بين الأحبة, الباغون للبرآء العنت. والعنت المشقة، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل الجنة نمام. والنمام هو: الذي ينقل الحديث بين الناس وبين اثنين بما يؤذي أحدهما, أو يوحش قلبه على صاحبه أو صديقه بأن يقول له: قال عنك فلان كذا وكذا, وفعل كذا وكذا, إلا أن يكون في ذلك مصلحة أو فائدة كتحذيره من شر يحدث أو يترتب. انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر: واختلف في الغيبة والنميمة هل هما متغايرتان أو متحدتان؟ والراجح التغاير, وأن بينهما عمومًا وخصوصًا وجهيًا؛ وذلك لأن النميمة نقل حال الشخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه, سواء كان بعلمه أم بغير علمه, والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه, فامتازت النميمة بقصد الإفساد, ولا يشترط ذلك في الغيبة, وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه, واشتركتا فيما عدا ذلك, ومن العلماء من يشترط في الغيبة أن يكون المقول فيه غائبًا, والله أعلم.

وراجع الفتوى: 36984 / 6710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني