الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تنازل عن حق له لسبب ثم تبين عدم صحة السبب

السؤال

أنا أحمل شهادة جامعية, ولا أعمل, وطلبت مني جارتنا أن أعطي ابنها دروسًا بسبب تأخره عن أقرانه, وابن جارتنا كان يتعبني لدرجة المرض بسبب مستواه العقلي الضعيف, واتفقت معها على سعر محدد ووقت محدد للجلسة الواحدة, وكنت أعطي الطفل فوق حقه - جهدًا ووقتًا - وكانت تعطيني أجري على كافّة الدروس, وإن تأخرت عليّ, وآخر جلسة كانت بمثابة مرض لي بسبب ما عانيت من جهد مع الطفل, ولم تعطني جارتي الأجرة, وأنا لم أطالبها وتركتها حسب وقتها, مع العلم أن وضعهم المادي ميسور جدًّا, وبعد مضي شهور قلت في نفسي: ربّما نسيت؛ لذلك قلت: "الجلسة لله" ولن أطالبها بها, وبعد مضي أكثر من سنتين قالت جارتي لأمي: "أعلم أني لم أعطِ ابنتك سعر الجلسة" فانزعجت منها لأنها تذكر أن لي عليها حقًا وتجاهلته طوال هذا الوقت, فهل من حقي أن أطالب بسعر الجلسة, بعدما قلت في نفسي - لأني ظننتها ناسية - أن الجلسة لله؟ وما حكم قول: "هي لله بتعبي وجهدي بها"؟ وهل يجوز أن آخذ الجلسة لي أو - إن شئت – أتصدق أنا بسعرها لله؟
جزيتم خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت تلفظت بعبارة: (هي لله) تقصدين التبرع بها تقربًا إلى الله, والتنازل عنها طلبًا لثواب الله؛ ظانة نسيان جارتك لهذه الأجرة, ثم ظهر خلاف ذلك, فإنه يجوز لك مطالبة هذه المرأة بالأجرة, ثم أنت بعد ذلك بالخيار بين إمساكها وبين التصدق بها.

وأما إن كان ما قلته إنما هو حديث نفس دون تلفظ، فهو مجرد نية دون كلام باللسان، فلا يترتب عليه شيء, وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 199941, والفتوى رقم: 192431.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني