الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زراعة الشعر بعد تساقطه

السؤال

أعاني من مشكلة: فأنا أترك شعري حتى يطول، وإذا أصبح شعري كثيفا يكون شكلي مقبولا بل جميلا جدا، لكن المشكلة عندما أحلق شعري يكون وجهي من أقبح ما يكون، فأذناي طويلتان، فتكونان ظاهرتين بعد أن أحلق، وشعري بدأ في التساقط.
فهل يجوز أن أجري عملية تجميل لأذني أو زراعة للشعر وأترك الأذن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتجوز زراعة الشعر بعد تساقطه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعرفجة بن سعد- رضي الله عنه- وكان قطعت أنفه في الحرب، أن يتخذ أنفا من ذهب. رواه الترمذي.

ولا تجوز عملية الأذن إن لم يصل الأمر إلى حد العيب والتشوه؛ لما فيها من تغيير خلق الله وهو من عمل الشيطان، كما قال الله تعالى: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ {النساء:119}.

والضابط في ذلك أن العملية إن كانت من قبيل تحسين المظهر والتجميل فقط، فلا تجوز؛ وأما إن كانت لأجل إزالة عيب وتشويه، فجائزة. وبذلك أفتى جمع من أهل العلم منهم الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- حيث قال: القاعدة في هذه الأمور أن العملية لإزالة العيب جائزة، والعملية للتجميل غير جائزة، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن المتفلجات في أسنانهن من أجل تجميل السن، ولكنه أذِنَ لأحد الصحابة -رضي الله عنه- لما أصيبت أنفه وقطع أن يتخذ أنفاً من ذهب، فالقاعدة: أن ما كان لإزالة عيب فهو جائز، وما كان لزيادة التجميل فهو ليس بجائز. فمثلاً: لو كان الأنف أعوج وأجرى عملية لتعديله، فلا بأس؛ لأن هذا إزالة عيب، أو كانت العين حولاء فأجرى عملية لتعديلها، فلا بأس؛ لأنه إزالة عيب. فهذا الأنف إذا كان كبره يعتبر عيباً، فهذا عيب ولا بأس بإجراء عملية، أما إذا كان فيه كبر وتصغيره يكون أجمل، فإن هذا يعتبر تجميلاً فهو كالتفلّج، والتفلج لا يجوز. انتهى.

وراجع الفتوى رقم: 17718، والفتوى رقم: 117029.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني