الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب الصدقة بمجرد حديث النفس والنية

السؤال

أنا فتاة عزباء أبلغ من العمر 26 سنة توفي أبي منذ سنوات عديدة واليوم أعيش في منزل أخي المتزوج مع أمي، بدأت العمل كصيدلانية منذ 9 أشهر تقريبا والآن أنا محتارة كثيرا بشأن راتبي، لأنني منذ طفولتي ونظرا للظروف القاسية التي عشتها كنت أقول في نفسي إنني سوف أنفق نصفه على الفقراء، ولكن ظروفي الآن صعبة جدا وليس لي بيت يؤويني أنا وأمي والمشاكل تزداد يوميا مع زوجة أخي وهي تريد مني الرحيل عن بيتها، وأبي ـ رحمه الله ـ لم يترك لي شيئا، فهل أتصدق شهريا بربع راتبي؟ أم أحتفظ به لمستقبلي وأتصدق فقط بالقليل، علما أن راتبي الشهري هو 500 دولار؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت لم تتلفظي بلسانك بهذا الوعد فلا يترتب عليه شيء، لأنه لا ينعقد بمجرد النية ولا بالكلام النفسي، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.

وأما إن كنت قد تلفظت به ولو لمرة واحدة طيلة هذه المدة ـ وهو أمر محتمل وقوعه ـ فإنه يكون وعدا يستحب الوفاء به ولا يجب، قال السرخسي من الحنفية في المبسوط: والإنسان مندوب إلى الوفاء بالوعد، من غير أن يكون ذلك مستحقاً عليه. انتهى.

وقال القرافي في الفروق: أما مجرد الوعد: فلا يلزم الوفاء به، بل الوفاء به من مكارم الأخلاق. انتهى.

فعلم مما سبق أنه لا يلزمك شيء إذا لم تكوني تلفظت بهذا الوعد، وأنه يستحب لك أن تفي به إن كنت قد تلفظت به، وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 17057.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني