الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى عدم قبول عبادة شارب الخمر

السؤال

أنا طالب في بريطانيا، وقبل أن آتي إلى هنا تعرضت لحادت سير مما تسبب في وفاة امرأة في السيارة التي اصطدمت بها، ولذلك علي كفارة صيام شهرين ـ وبإذن الله ـ قررت أن أصوم خلال تواجدي في بريطانيا، وسؤالي هو: قد اقترفت خطأ وأنا شديد الندم عليه، حيث شربت خمرا وأريد أن أبدأ في الصيام من الأسبوع المقبل، فهل تجوز لي التوبة والبدء في الصيام؟ أم علي أن أنتظر 40 يوما، لأن هناك من قال إن من شرب الخمر لا تقبل صلاته ولا صيامه 40 يوما؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأولا: ننبه إلى أن الكفارة إنما تجب في حال إهمالك وتفريطك، أما إن كنت لم تهمل ولم تفرط، فلا كفارة عليك ولا دية وانظر الفتوى رقم: 123238، وما أحيل عليه فيها.

ثانيا: عدم قبول عبادة شارب الخمر إنما هي في حق من لم يتب، أما من تاب، فلا يدخل في هذا الوعيد أصلا، وانظر الفتويين رقم: 133610، ورقم: 183139، وما أحيل عليه فيهما.

ثالثا: المراد بعدم قبول عبادة شارب الخمر الذي لم يتب منها هو عدم الثواب عليها، لا أنها فاسدة، بل تقع مجزئة، وتبرأ بها الذمة، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 76364.

وعليك ـ يا أخي ـ أن تبادر بالتوبة، فالتوبة واجبة على الفور من جميع المعاصي، كما سبق في الفتوى رقم: 211186.

كما ننصحك بالمبادرة بأداء الكفارة إن ثبت وجوبها عليك، وذلك إسراعا في إبراء ذمتك، وإن كانت المبادرة بأداء الكفارة ليست على سبيل الوجوب، حيث إن القتل كان بطريق الخطأ، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 52413.

وراجع شروط جواز الإقامة في بلاد الكفار في الفتوى رقم: 144781.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني